مصر أكدت التمسك بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية
رفض مصري لـ"التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم".. لم يُعلن عن إجراء الاتصال بين ترامب والسيسي أو كشف أي تفاصيل حوله
*- شبوة برس – القاهرة متابعات عربية
أكدت وزارة الخارجية المصرية، تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مشددة على أنها تظل القضية المحورية في الشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها، وفي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وعودة الحقوق المسلوبة إلى الشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة.
كما أكدت الوزارة، في بيان نشرته على صفحتها في موقع فيسبوك، استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وتمسكه بحقوقه المشروعة في أرضه ووطنه، وبمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، مشددة على رفضها لأي مساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، سواء كان بشكل مؤقت أم طويل الأجل، وبما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
ودعت الخارجية المصرية، المجتمع الدولي إلى العمل على بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967.
ويأتي هذا البيان بعد ساعات من تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأحد، والذي أعلن فيه عزمه الاتصال بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمناقشة إمكانية نقل فلسطينيين من غزة إلى مصر. وعندما سُئل عما إذا كان هذا اقتراحاً مؤقتاً أو طويل الأجل، قال ترامب: "يمكن أن يكون هذا أو ذاك". كما تحدث ترامب عن اتصاله أمس بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قائلاً: "أخبرته بأنني أود منك أن تستقبل المزيد؛ لأنني أنظر إلى قطاع غزّة بأكمله الآن وهو في حالة من الفوضى، إنها فوضى حقيقية. أود منه أن يستقبل أشخاصاً". وحتى الآن، لم يتم إعلان إجراء هذا الاتصال أو الكشف عن أي تفاصيل حوله.
ترامب: على الأردن ومصر استقبال مزيد من سكان غزّة
وكانت السفارة المصرية في الولايات المتحدة، أعادت عبر حسابها الرسمي، على منصة إكس، اليوم الأحد، نشر مقال سابق للسفير المصري لدى واشنطن معتز زهران، كان قد نُشر في صحيفة ذا هيل الأميركية بتاريخ 20 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، في أعقاب اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وحمل المقال عنوان "لا يمكن لمصر أن تكون جزءاً من أي حلّ يتضمن نقل الفلسطينيين إلى سيناء"، وهو تأكيد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفضها أي مخطط لتهجير سكان قطاع غزة إلى الأراضي المصرية.
يُشار إلى أن مقال السفير زهران كان قد أوضح الموقف المصري، مؤكداً أن "نقل الفلسطينيين إلى سيناء لن يكون أبداً جزءاً من الحل"، وشدد على أهمية الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضيه. وفي ظل هذه التطورات، تظل الأنظار متجهة إلى الموقف المصري الرسمي من تصريحات ترامب، بينما تُبرز إعادة نشر المقال التزام القاهرة بموقفها الثابت والمعلن تجاه القضية الفلسطينية.
كما أعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي، اليوم الأحد، رفض بلاده خطة ترامب القاضية بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، وذلك في أول رد رسمي أردني على المقترح الذي أدلى به الرئيس الجمهوري، ولاقى تنديداً فلسطينياً. وقال الصفدي في مؤتمر صحافي مع القائم بأعمال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ في العاصمة عمّان، إن موقف الأردن من تهجير الفلسطينيين "ثابت لا يتغير وضروري لتحقيق الاستقرار والسلام الذي نريده جميعاً". وأضاف الصفدي أن تثبيت الفلسطينيين على أرضهم موقف أردني ثابت لم ولن يتغير، وأن حل القضية الفلسطينية هو في فلسطين، والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين".
حماس تثمن موقف مصر والأردن
في الإطار، ثمنت حركة حماس، مساء اليوم الأحد، "الموقف الأصيل لجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، الرافض لتهجير شعبنا الفلسطيني أو تشجيع نقله أو اقتلاعه من أرضه تحت أية ذريعة أو مبرر". وأضافت الحركة في تصريح صحافي: "في الوقت الذي نؤكد فيه على تمسّك شعبنا الفلسطيني بأرضه ورفض النزوح والترحيل، فإننا ندعو جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى التأكيد على رفضهما القاطع لكافة أشكال التهجير لشعبنا الفلسطيني، وإلى دعم حقوقه الوطنية في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".