هم سبب مآسينا.. هؤلاء لم يبنوا دولة بل بنوا سلطة

2025-01-03 20:38

 

صديقي العزيز لا تظل تفلق راسي بحكاية: سلامة الله على زيد او عمرو من الحكام العرب. 

 فهؤلاء سبب مآسينا ونكباتنا.. هؤلاء لم يبنوا (دولة) بل بنوا ( سُلطة) لهم ولأقاربهم وخاصتم،وتعاملوا مع البلد والشعب مثل  اقطاعية وملكية خاصة بهم وبمن حولهم من الموالين، اختزلوا الدول والشعوب بشخوصهم وأقاربهم وبحاشيتهم، بل جعلوا من انفسهم ركيزة الدولة وعمودها الفقري، أشبه بعمود خيمة، بمجرد ان انكسر هذا العمود انهدت الخيمة على مَن فيها، وهو ما حصل بالفعل.. فبمجرد ان سقطوا انهدم معهم وسقط كل شيء.

 

 ....فلا تظل تلوك حكاية سلامة الله على فلان او زعطان، او على علي عبدالله صالح لأن بحسب منطقك وزعمك كانت الأسعار رخيصة والخدمات متوفرة وسعر الصرف كان مستقرا، لأنني  ببساطة لو اسقطنا هذا المنطق على من سبقوهم من الحكام والأنظمة سنقول لك ان: أيام الحزب الاشتراكي في عدن الذي تشتمه ليل نهار كانت الخدمات والكهرباء على مدار الساعة والتطبيب والتعليم  والأمن وغيرها من الخدمات والمميزات مجانية وسيادة العدالة الاجتماعية، وسنقول بالتالي (سلام الله على الحزب)، وهذه العبارة لا تروق لك مع انها تتسق بالضبط مع منطقك، وفي ايام حكم الإمامة كان الدولار  مجرد صفر من اليسار امام الريال، وعليه وفق منطقك أيضا يجب ان نقول :سلام الله على الإمام، وهو مستحيل ان تقوله... وعلى ذلك قس باقي الأمور والمراحل، لكن هل هذا معيار يقبله العقل لنجاح وعدالة الحكم والحاكم؟. 

 

 ..... فاوضح دليل على فشل هؤلاء الحكام من علي عبدالله والقذافي ومبارك وغيرهم انهم لمجرد أن سقطوا سقطت معهم الدولة بمؤسساتها وجيشها وأمنها، فلو كانوا بنوا دولة مؤسسات لما وصلنا أصلا  الى هذه النكبات حتى لو سقطوا وتفرقت  ايديهم.

.   فهذا الوضع المزري اليوم هو أصلا دليل على فشلهم وادانة لهم، وليس العكس .

 فهل يوجد دليل اوضح من هذا  الدليل على فشلهم وانانيتهم  وانتهاجهم لمنطق: انا الدول ،والدولة أنا؟.

 فلولا مساوئ وهمجية من اتى بعدهم لما ذكرهم أحد،  فمن حُسن حظهم ان من خَلَفهم كانوا اسوأ و أردى منهم.