في سؤال لصديق عن إمكانية شن حلف الناتو هجوما استباقيا على روسيا لحسم معركة أوكرانيا..
قلت: الناتو تورط في معركة متجمدة يصعب النصر فيها، فلا هو قادر على ترك أوكرانيا فريسة لروسيا، ولا هو قادر على الحرب بجانب أوكرانيا لحسم المعركة التي طالت أكثر من المتوقع..
واستمرار هذه الحرب بنفس الوتيرة يسهم في تدمير معنويات الأوكران وزوال رغبتهم في الحرب والصمود تدريجيا..
وبالنسبة للسؤال، فلدى روسيا ما يردع حلف الناتو عن هذا الهجوم:
أولا: الصواريخ فرط صوتية آخرها "أوريشنيك" وقدرتها على تدمير مدن أوروبا بدون قدرة على صدها، علما بقدرة هذه الصواريخ على حمل أسلحة نووية..
هذا سلاح ردع تقليدي يمنع أوروبا من الهجوم، وموازين القوى بين روسيا والناتو مبنية في أحد فصولها على قوة الضربة الأولى، والروس لديهم القدرة على تسديد هذه الضربة، دون إمكانية صدها، في المقابل لديهم القدرة على صد الضربة الغربية الأولى
ثانيا: تجارب حرب أوكرانيا أثبتت صعوبة السيطرة أو اختراق سماء روسيا، فقد نجح الروس في صد الصواريخ البالستية والجوالة والجوية لحلف الناتو عن طريق دفاعها الجوي المتقدم أمثال s400 و s500
عمليا مدن روسيا لديها غطاء دفاعي قوي يصعب عبوره، سوى في حال تمكن حلف الناتو من تصنيع والوصول للفرط صوتي، وقتها ستكون روسيا وصلت لتقنية صد هذه الصواريخ قبل أوروبا.
ثالثا: العمق الجغرافي الكبير لروسيا حوالي 17 مليون كم مربع يجعل من الصعوبة أن يسيطر الأوروبيون على مراكز صنع القرار الروسية، أو تهديد مراكز قوى الدولة ممثلة في مصانعها الكبرى للسلاح...
علما بأن روسيا نقلت صناعاتها الثقيلة إلى سيبيريا منذ زمن، فتركزت قوة الروس الصناعية بعيدا عن أيدي الأوروبيين.
رابعا: في المقابل لا يوجد عمق جغرافي أوروبي، والمساحات ضيقة مما يجعل من أي هجوم روسي بسيط على أوروبا مؤثرا.
أوروبا في ورطة حقيقية ولدى الجمهوريين في أميركا مشروعا لإنهاء تلك الحرب بشكل مشرف، لكن يتوقع عدم حصوله على الرضا الأوروبي، لأن التوقعات والأهداف الأوروبية بنيت منذ بدء المعارك على كسر بوتين وإنهاءه كزعيم وإضعاف روسيا عن المنافسة، بينما إنهاء الحرب بشكل مشرف يعني هزيمة للأوروبيين وبدء صعود القوى الشرقية مستفيدة مما حدث..