تمر الأيام ونتعلم منها الكثير، حيث اننا نشاهد الان من مواقف الرجال التي لم يغيرها الزمن، أن المرء يعاني من الكثير ولكن الصبر، والنضال والمثابرة ، والصمود هي التي تصنع من الفرد رجل صنديد لا يهاب المخاوف، هم هؤلاء الرجال التي تحتاجهم المرحلة (رجل دولة في زمن حرب قذرة).
باعين ثاقبة وفاحصة لما يجري حولها من حروب قذرة وصراعات إقليمي ومكايدات، هنا وهناك ومع ذلك لازالت تشق الصخر من أجل هدف نبيل وحقيقي الا وهي استعادة دولة الجنوب المغتصبة ، الذي يحتاج لها الكثير من الدبلوماسية، والمرونة والمصداقية والشجاعة معآ في آن واحد، أمام مرحلة غاية في التعقيد، التي تحتاج إلى رجال أمثال المناضل الفذ، اللواء عيدروس الزبيدي حفظه الله، الذي اسهب كثيرا في استعادة دولة الجنوب العربي بعناية فائقة، وعلى نحو نضالي وأخلاقي بحث ممزوج بوطنية نابعة عن صدق مشاعر حب استعادة الدولة، مما يجعله رجل مرحلة يحتاجها وطننا الحبيب.
لاشك ان الشعب الجنوبي لا يقل أهمية غيره من الدول التي تعرضت لها الاحتلال، وهذا بما يجعلنا أمام رجل الذي ندعو له بالتوفيق والسداد، رغم الصعاب فإن الرجل جاء من رحم المعاناة ومن الخنادق ولم يكن اعتباطا وصفه في هذا الموقع، بل هو رجل جاء في وقت صعب، وكلنا نعرف قدراته في قيادة مشروع استعادة الدولة، ومع إدراك الجميع بأنه مع الحلول السلام مقابل استعادة الدولة الجنوب، وليس مع الحلول الصغيرة الضيقة اليمننة التي عانى منها شعب الجنوب الحر.
إن السير على خطى الاخ عيدروس الزبيدي رئيس مجلس الانتقالي الجنوبي وقائد نضال حركة المقاومة الجنوبيه في هذه المرحلة الصعبة التي يقود فيها معارك دبلوماسية، وحروب قذرة، في الجبهة الداخلية، وفي الجبهات القتال، وهي أخطر لأنها أخطر الجبهات القتال التي لابد من أن يسودها التلاحم والدفاع والبناء معآ، على غرار يدآ تجري المفاوضات، ويدآ تدافع، ويدآ تبني.
لقد اثلج صدورنا خبر انسحاب الرئيس الزبيدي من اجتماع مجلس القيادة بسبب عدم الاستجابة لما طرحه جملة من إصلاحات لعمل المجلس، وعلى رأسها تصحيح مسار الشراكة في مجلس القيادة والحكومة وتنفيذ اتفاق الرياض في كل مستويات المتبقية وأصراره على التحقيق في فساد رافق عاصفة الحزم، ورفضه على عقد جلسة البرلمان في عدن، وبهذه الخطوة الشجاعة
نقدر نقول ان الاخ الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي فهم الدروس المستفادة من الماضي، ونتائج القرارات السابقة، وتعلم من أخطاء الماضي، التي كانت تعني الكثير لشعبنا الجنوبي، والتي تستحق أكثر من هذا وان الخروج من هذه المرحلة ليس بالسهل، وإنما تحتاج إلى هامات لا تنحني ابدآ إلا خالقها.
لا يفوت على كل حصيف ملم بقضايا وطن مثل وطننا الجنوب الذي مر بمراحل متعددة وخطيرة ولازال يمر بها وان مايسمى بحرب الخدمات، التي يتعرض لها الشعب الجنوبي، كعقاب جماعي لا ينامون مع الكهرباء، وزاد همهم مع انهيار العملة وارتفاع الأسعار،وأهينت كراماتهم على أبواب الصرافين للبحث عن رواتبهم، وضغوطات مفتعلة كثيرة لا تعد ولا تحصى. ولكن وبرغم كل ذلك فالجنوبيون لا يزالون في اعلى درجات وعيهم وذاكرتهم بأن لهم قائد مناضل جسور وهم على ثقة أن القافلة تسير والكلاب تنبح، وأن السفينة ماضية إلى شاطئ الأمان رغم موج البحر المتلاطم، وان لهم وطناً يجب أن يستعيدوا إستقلاله، لأن المحتل الغاشم لا يعرفون قيمة الأوطان عند الأحرار.. سينهزموا وعلى الباغي تدور الدوائر بعون الله.
وان وراء أزمة الخدمات الكهرباء، والماء، وانهيار العملة ، وارتفاع الأسعار. هي حرب خدماتي قذرة مورست ولازال، على شعب الجنوبي، وان ذلك الصراع قد مر عليه زمنا طويلآ، وأننا نعاني من تلك المشكلات منذ زمن ولازلنا نعاني الأمرين وسنظل نعاني من الآلام والمأساة المحتل اليمني رغم ان قرب استعادة دولة الجنوب في الافق، ولكن قد يراد الآخرون انه كسراب، ولكن بمعية الرجال المخلصين، سينال شعب الجنوب استقلال دولته، ولن نتوقف عن النضال في الدفاع عن وطننا الجنوب، وعلينا أن ننتظر المزيد من الحرب الخدمات، مالم تحقق استعادة الدولة الجنوب المنشودة اليها والتي يناضل من أجلها كل جنوبي حر.
ان وجود دولة الجنوب في هذا الموقع الجغرافي المهم عالميآ والدور المناط به في حماية الممرات المائية من العناصر الارهابية، وتجفيف منابع الارهاب لن يحقق إلا بوجود دولة يعيش فيها الجميع المواطنة المتساوية بعيدآ عن الظلم والأقصاء، وان وجود دولة الجنوب دولة النظام والقانون هو الفيصل الحقيقي للأمن والسلام الدوليين، ووقف نزيف الدماء،،!
النصر حليفنا بإذن الله تعالى..
المجد والخلود للشهداء
والشفاء للجرحي
✍️. ناصر العبيدي