إقراركم أولا بحقوق الجنوبيين الوطنية.
أتوجه إليك بهذه الرسالة بقصد النصح، أعتقد أنه لا يمكننا تجاهل المتغيرات والأحداث التي تتسارع في المنطقة وكذلك الواقع الذي يواجهه اليمن والجنوب العربي اليوم.
قد تكون لكم آراء ومعتقدات ترونها مقدسة منزلة من السماء وهذا أمر أنت قبل غيرك تعرف أنه كلام أساطير وخرافة لا أساس لها، ولذا لابد من النظر إلى الأمور بوضوح وعقلانية.
بصفتكم متحدث باسم الجماعة الحوثية، تحاور الجميع، وهذا جيد، مع كل الخزعبلات التي تبطنها أحيانا في كلامكم حول أنكم عرق مقدس لكم الحكم والولاية بتفويض إلهي، هذا التفكير العقيم يمكن أن يكون عائقاً في طريق الحلول السلمية التي نتمنى أن نراها في اليمن والجنوب العربي.
الحقيقة الواضحة التي يجب أن تدركونها هي أن دوركم ومهمتكم في المنطقة شارف الانتهاء بل انه اصبح في المئة المتر الأخيرة التي كان تابعا ومكملا للدور الذي لعبته إيران في المنطقة من خراب وموت في الدول العربية تحت شعارات كاذبة انت تعرفها وهي في حقيقة الأمر تحمل أطماع قومية حاقدة وبرضى أمريكي وغربي، ساهمت في دعم وترسيخ المصالح الأمريكية التي تتغير مع تغير الأوقات واليوم ما سمح به أوباما لكم ولإيران في العقد الماضي قد تم تجاوزه.
لذا عليكم البحث عن مخارج حقيقية وواقعية، يحقن فيها دماءكم أولاً ويحافظ على دماء وأرواح الآخرين، وأولها إقراركم بحق الجنوبيين في قيام دولتهم كما كنتم تقولون قبل سيطرتكم على صنعاء، وكذلك البحث مع اشقاءكم في الشرعية عن حلول تتناسب مع حجمكم في المجتمع، فالحروب والصراعات لا تنتهي إلا بخسائر كبيرة للجميع، فالأمر قد قضي، وخروجكم من صنعاء سيكون واقعاً سواءًا أردتم أو لم تريدوا، لذا عليكم التفكير في مصلحة الشعبين اليمني والجنوبي أولاً وقبل كل شيء.
أتمنى أن تكون هذه الرسالة مفتاحاً للتفكير في مستقبل أفضل للجميع، وأن تكون بداية لمحاولات جادة للوصول إلى حل سلمي يحفظ الدماء ويعيد السلام إلى اليمن والجنوب العربي.
د. حسين لقور #بن_عيدان