منذ عام 2011، تعيش المنطقة العربية مخاضًا معقدًا لإعادة ترتيب الأوراق، وإعادة تقسيم النفوذ بين القوى الكبرى، خاصة في الدول الهشة مثل #اليمن، #سوريا #العراق ولبنان، وليبيا هذه الدول أصبحت ساحات مفتوحة للصراعات، حيث يدفع مواطنوها الثمن الباهظ.
التحالفات التي نشهدها تحمل تناقضات غريبة، ففي لحظة نجد دعمًا لقوى شيعية تسيطر على المدن والمناطق بسرعة خاطفة، كما حدث في اليمن. وفي لحظة أخرى، يُوجَّه الدعم نحو القوى السنية التي تفرض سيطرتها بنفس السرعة، بينما تختفي القوات الشيعية. ومن قبل تم دعم جماعات ذات تنظيم سياسي ديني مثل الإخوان المسلمين، ليُتخذ قرار التخلص منهم فجأة وبدون مقدمات كما حدث في مصر,
باختصار، الدول الهشة أصبحت ميادين لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية، بينما تبقى شعوبها الضحية الأكبر في هذه الصراعات.
المأساة الحقيقية هي أن شعوب هذه الدول أصبحت وقودًا لتنفيذ مخططات القوى الكبرى والإقليمية، وكل طرف يتوهم أنه على حق وأنه المنتصر، بينما الواقع يكشف أن هذه الدول تغرق أكثر فأكثر في مستنقع الصراعات، بسنتها وشيعتها وبقية مكوناتها السكانية المتنوعة.
السؤال متى يتوقف هذا العبث؟ ومتى تحظى هذه الدول بفرصة للاستقرار؟ أجيال كاملة ضاعت، وولدت أجيال جديدة لا تعرف سوى الحرب والدمار، ولم ترَ يومًا من الحياة الكريمة أو الأمان.
*- د ياسر اليافعي