لا يختلف اثنان عن تردي سبل المعيشة، وكل سنة أسوء من قبلها، فما الذي جعلها في تردي مستمر؟ أهو بسبب الحرب؟ أم بسبب المادة السابعة؟ لكن تظل هناك مصادر اخرى، ممكن تخفف من آثار الحرب أو غيره، فلدينا الاسماك والنفط الخام والمنافذ البرية والبحرية تدر بالمليارات وغيرها من المصادر.. اذن مالسبب في التدهور السريع والخطير جدا على الاقتصاد القومي وسبل المعيشة التي اوصلت السكان الى ماتحت خط الفقر تجاوزت نسبته فوق السبعين وزادت نسبة الجوع واتسعت رقعتها سنة بعد سنة واقيمت الورش لبحث سبل المعيشة والفقر للوصول الى التخفيف من آثارها بقدر الامكان وظلت الورش تتزايد بتزايد معدلات التدهور، ويظل السؤال قائما حول هذه المشكلة: ربما يقول الواحد منا: تدهور العملة المحلية كانت سببا نتيجة الطباعة بدون غطاء؛ لكن ماالذي دفع المعنيين الى اللجوء بطباعتها مع علمهم ان بعملهم هذا سوف يؤدي الى تدهور بل سقوط الاقتصاد الوطني الى الهاوية؟ فما زال الواحد منا يبحث عن الاسباب والخفايا التي وراء الاسباب لكن الى متى؟! ارتفعت البطالة وتوقفت الرواتب فلم يحكمها الانتظام وظلت القوى البشرية تتخبط ففقدت الامن والاستقرار ، وأصيبت بالاحباط وتسللت إليها الحالات النفسية ونتج معهاحالات الطلاق و مايتبع ذلك من تغير في اعداد الاسر بعد كل طلاق، فنجد ان الشخص المطلق قد يبقى بدون زواج وبالتالي ينخفض عدد الاسر بوحدة واحدة وقد تقيم المطلقة مع اولادها في مسكن مستقل وهذا يعني زيادة في عدد الاسر بوحدة واحدة الى غير ذلك من الحالات التي تؤثر في أعداد الاسر وأحجامها كبرا وصغرا.. فالطلاق بحد ذاته يعتبر مؤشرا لمدى ثبات الزواج واثر ذلك على الاطفال المعولين واضطرار بعض الزوجات للعمل بعد الطلاق.
ايضا ارتفعت معها حالات الجرائم و فاق الوصف في بشاعتها ولم يكن البعض منا توقعها.. فأرتفعت الاحكام القضائية الصادرة لكن قد ترجع الى إنتشار المخدرات التي لم تكن موجودة في التسعينات، اذن ماسبب وجودها؟ انها سوء المعيشة التي قهرت الجميع والتي كانت سببا في ارتفاع التسرب وتدني التعليم والتوقف بالاضرابات مما له اثر سلبي على الناشئة، وايضا على الصحة والخدمات وانتشار الفساد وعمالة الاطفال واضطرار النساء للبيع بساحات الاسواق واللجوء الى التسول حتى أصبحنا نصنفها من ضمن المهن . ويظل السؤال يطاردنا بدون جواب.. ماالاسباب ومن مسببها؟ وتبقى الآثار المترتبة تتفاقم.. تنخر الأبدان وتقهر الرجال؛ وتحبط الأجيال دون الوصول الى المعالاجات أو الحلول..اذن في شئ ينقصنا؛! وهذا ما نريد التمعن فيه بالدراسة والتدقيق ومراجعة النفوس قبل الفلوس..
الخطر يداهم الجميع والورش تقام بدعوات الحضور لسويعات تمر بمعبر العبور وتنتهي عند عدسات التصوير للتعارف والذكريات.
لكن الوطن يستحق الوفاء والتضحيات في ظل اوضاع تتدهور وتتفاقم كل يوم.. والاحوال قابلة للتغيير.. والجوع كافر؛ فتداركوا الامور وأحسنوا الاختيار وكما يقال: قطع الاعناق ولا قطع الارزاق ومن لا يستطع القيام بما كلف به فعليه بالتنحي فالعيب ان بقينا فيه، وأظن ان الكلام مفهوم.. فليس مع دون سبل المعيشة حديث.. فالمستقبل كله حاضره وقادمه مرتبط به.
حذار حذار من جوعي
ومن غضبي.. فهذا صوت شعب هادر..
اننا على العهد ثابتون فعهد الرجال للرجال بأفعالها لا بالأقوال. وان استعادة الدولة الجنوبية عهد علينا واجب ديني قبل ان يكون وطني ومصير.... وطني الجنوب لن نساوم عليه..
حتى اذا ما فض عنها ختمها الرجال
لم تترك الرياح من ثمود
في الواد من أثر .
ولنا مع الحياة دروس وعبر ومع الشعوب حكم ومصير بلا استئناف.. تسقط فيها الوصايا.