وصلني على الخاص مقال لكاتب امريكي من أصول يمنية طرح فيه تساؤلات جريئة عن سبب تأخر وتخلف اليمن وسبب فقره رغم إمكاناته الكثيرة عن من يشاركه في بقعة الجزيرة والخليج ..وهو تحليل سياسي واجتماعي في العمق..
واضيف بالقول إن سبب تخلف اليمن وفقره وصراعاته وحروبه المذهبية والعرقية هي أطماع الدولة العميقة وزعماؤها الذي لايدينون بالولاء الوطني لليمن الأرض واليمن الإنسان.
فاليمن تحكمة دولة عميقة مكونة من زعماء شيوخ القبائل وزعماء الطوائف المذهبية والقادة العسكريين وكبار التجار المحتكرين السوق.. هذا الخليط الذي يشكل الدولة اليمنية العميقة المسيطرة على اليمن والشعب العربي اليمني هي المعيق للتطور والنماء والاستقرار وبناء دولة مدنية مثل دول الجزيرة والخليج لان مثل هذه الدولة ستسلب زعماء الدولة العميقة امتيازاتها ومصالحها لصالح الوطن اليمن والشعب (العربي) اليمني وقد حاول الاقتراب من بناء الدولة المدنية الاتحادية الاستاذ علي سالم البيض عام1993 فشنت الدولة العميقة الحرب على الجنوب صيف1994وحولت مشروع الوحدة إلى احتلال وغنائم لها ..
وهناك بعد آخر أن زعماء الدولة العميقة غالبا ليسوا من جذور يمنية وانما لهذا ظلوا يوهموا الشعب العربي اليمني باليمن الكبير وأزمات الحدود واضافوا لهم مؤخرا الوحدة اليمنية أو الموت وجعلوا منها صنما مقدسا نظرا لما تحصلوا عليها من غنائم ومصالح في الجنوب بعد احتلاله عام1994 .. لهذا اوهموا الشعب اليمني أن مصيره وحياته متوقف على بقاء هذه الوحدة التي قتلوها بحربهم عليها وعلى مشروعها لبناء دولة اتحادية بنظام حكم وعقد اجتماعي تتفق عليه كل القوى الوطنية فشنوا الحرب الظالمة على الجنوب صيف 1994 وجعلوا الاقتراب من الوحدة لإصلاحها انفصال معادي مثل (صنم معاداة السامية) عند الصهيونية العالمية..
واليمن ليس فقيرا بل غني ولديه موارد متعددة وإنتاج زراعي يكفيه ويفيض.. ويتمتع بموقع سياحي جذاب ومناخ رائع طوال السنة إلى جانب نفط مأرب والمخزون النفطي في الجوف وتهامة كل ذلك مضافا إليه ثروات الجنوب من نفط حضرموت ومناجم الذهب فيها ونفط شبوة وغازها كل ذلك واقع بيد لصوص يحكمونه وهم كغرباء عنه وعن شعبه العربي الذي استضعفه هؤلاء منذ عهود قديمة ومازالوا متمسكين بالدولة العميقة للحفاظ على مصالحهم الشخصية والهاء الشعب بالحروب والأزمات والصراعات والمذاهب والوحدة اليمنية أو الموت والانفصال واليمن الكبير وبدعاوي حقوق لهم في ارض حاليا بيد دول مجاورة لهم وجعلوه مخدرا ومنقادا كيفما تريد زعامات الدولة العميقة توجهه للتحشيد والحروب المختلفة ومنها الحروب القبلية الداخلية اذا لم تجد من تدخل معه في حرب والحرب الثانية التي شنوها على الجنوب 2015 ومازالت محتدمة في عامها التاسع ..لقد اطلعت في كتاب الأمير اللحجي القمندان (هدية الزمان في اخبار ملوك لحج وعدن) المطبوع قبل مائة سنة نفس الكلام عن سبب الفقر وتخلف الشعب العربي في اليمن وارجعه محقا إلى سيطرة الغرباء على مصير هذا البلد العربي واي زعيم من خارج الدولة العميقة يحاول ايجاد دولة محترمة بمؤسسات حكم ودستور وقانون يطبق على الجميع ومواطنة متساوية في الحقوق والواجبات يكون مصيره القتل كما حاول الشهيد المقدم ابراهيم الحمدي وكما حاول الزعيم احمد محمد نعمان وتم سحب جنسيته اليمنية ومات في المنفى وكما حاول الرائد عبد الله عبد العالم وهو الآخر مات في المنفى ومعهم آخرون قبلهم وربما بعدهم وفشلوا .
الباحث/ علي محمد السليماني