أساليب الروس والإيرانيين في قتال خصومهم

2024-11-29 11:26

 

في سؤال عن جدوى تهديد الرئيس الروسي بوتين بالسلاح النووي وصواريخ أوريشنيك..

 

قلت: الروس كالإيرانيين بارعين في الفلسفة، وفي حروبهم على مدار التاريخ يجيدون استخدام التفلسف ضد خصومهم عن طريق (بث الرعب والحرب النفسية)

 

توجد مقولة فلسفية تقول أن (الخوف يؤدي إلى الغضب، والغضب يؤدي إلى العنف والكراهية، والكراهية تؤدي إلى المعاناة، ومن رحم المعاناة يختلف الناس حول طرق الخلاص والنجاة)

 

المقصود من تهديد بوتين بث الخوف والفزع في قلوب الأوروبيين، مما يدفعهم للكراهية الشديدة التي تدفعهم للخلاف والانشقاق حول النجاة وتناول ما يحدث بطريقة آمنة.

 

فعليا: جيوش أوروبا ضعيفة لا يمكنها الحرب مع روسيا بطريقة متكافئة سوى في حال تدخل الولايات المتحدة، والأخيرة بات الرأي العام فيها يكره الحروب، ويثور ضد أي رئيس يشعل حربا، وفي الغالب يستغل الخصوم السياسيون أي حروب يشعلها رئيس أمريكي لإسقاطه تقربا للرأي العام الأمريكي الذي بات يشهد ثقافة نبذ الحروب منذ العراق وأفغانستان.

 

صاروخ أوريشنيك ليس نوويا، ولكن له قدرة تدميرية هائلة، ولا يمكن إسقاطه، والعديد منه يكفي لتدمير مدينة بكاملها،

 

منذ قليل هدد بوتين باستهداف مراكز صنع القرار الأوكرانية لأول مرة منذ بدء الحرب، في إشارة إلى قرب استهداف زلينسكي وقيادات الدولة والجيش، وبالطبع سيحدث ذلك بالأوريشنيك، أو بصواريخ اسكندر متطورة من النوع التكتيكي الذي ضرب مواقع الأوكران بنجاح في الشهور الأخيرة..

 

ردود فعل الأوروبيين ظهرت فورا بعقد مؤتمر لحلف الناتو في بروكسل واختلفوا حول الرد، منهم من ذهب للتصعيد والمشاركة فعليا بالحرب وتنفيذ ما جاء به ماكرون بإرسال قوات من الناتو لأوكرانيا رسميا، لكن البعض الآخر رفض متعللا بعدم جدوى ذلك في إحداث أي تغيير بالصراع، فضلا عن كونه إعلان حرب رسمي من الناتو على روسيا سيدفع الروس حتما لاستهداف دول الناتو بالأوريشنيك وربما النووي..

 

المعارك في كورسك تجمدت ووصلت إلى تقلص المساحة التي احتلها الأوكران إلى أقل من 50% من التي سيطروا عليها، والهجوم الروسي يتزايد على محاور متعددة سواء في كورسك أو دونباس..

 

نفهم من ذلك لماذا سعت فرنسا والولايات المتحدة لغلق جبهة لبنان بسرعة بالتوازي مع مؤتمر بروكسل، إنهم يريدون التفرغ للكارثة الروسية على أوروبا والغرب، والتي ستتضاعد الأيام والشهور المقبلة، والحادث أن الغرب صار بين نارين:

 

إما التصعيد مع روسيا والوصول لحرب نووية وتدمير شامل

وإما القبول بهزيمة أوكرانيا وما يتبعها من تفكك دول الناتو التي أنفقت مئات المليارات على الحرب دون جدوى..

 

أو كما قال أحد زعماء أوروبا أن بوتين لن يكتفي بأوكرانيا، فلو انتصرت روسيا فسيطمع بوتين في بعض الدول الأوروبية الأخرى، من جهة الانتقام أولا، ومن جهة إعادة مجد الاتحاد السوفيتي والأمبراطورية الروسية ثانيا..وعليه فلا خيار آخر للأوروبيين سوى التصعيد، ولكنه يبقى محفوفا بالمخاطر ليس على أمن أوكرانيا فحسب، ولكن على أمن أوروبا ووحدتها في المقام الأول