*- شبوة برس – السفير سامح عسكر
هل يمكن القول أن مشروع الاستيطان تم القضاء عليه؟
من فوائد الحرب الحالية ضد إسرائيل..وبرغم المجازر ضد المدنيين، لكن نشاط المقاومة في فلسطين ولبنان قضى جزئيا على مشروع الاستيطان لمدة لا تقل عن 10 سنوات قادمة..
هذا في حال تم إقرار السلام الآن والوصول لاتفاق هدنة..
الدافع الأكبر للاستيطان هو (الأمن والمصلحة الاقتصادية) وكلاهما أزمة حاليا في إسرائيل، فالكيان الصهيوني سيمر بفترة تقشف كبيرة بعد الحرب لتعويض خسائرها وأضرارها، وسيؤثر ذلك على بناء المستوطنات والإنفاق على المستوطنين..
فضلا عن الصواريخ التي تنهمر منذ عام على المستوطنات وصفارات الإنذار التي تمثل في الحالة النفسية والمعنوية (عامل طرد) وليس جذبا للمستوطن، أي أن العديد من المستوطنين - خصوصا الجدد - سيعودون لبلادهم الأصلية بحثا عن الأمن، وفي حال توفره بإسرائيل لن يعودوا بعد استقرار أوضاعهم في مجتمعهم الجديد..
فالإنسان كائن اجتماعي، ويعد من أحد أسباب رسوخ الاستيطان اليهودي في فلسطين هو (العادة) والنشوء على اعتياد ذلك الفعل دون إنكار عقلي وأخلاقي أو تهديد أمني..
فضلا عن تسليط السوشيال ميديا الأضواء على الجهات المانحة لإسرائيل في الغرب من باب التبرع للعمل الخيري، وكشف حقيقة هذه التبرعات أنها موجهة بالأساس لإبادة شعب فلسطين جماعيا..وهو كشف يؤثر على مستقبل إسرائيل اقتصاديا التي من المؤكد أنها ستعاني بعد انقطاع جزئي كبير للدعم..
أشير إلى أن العامل الأكبر لنجاح الاستيطان في الماضي، هي حالة (اللاسلم واللاحرب) والتي أفرزها اتفاق أوسلو 1993 وجاء نتنياهو منذ عام 1996 ليرسخ هذه الحالة أكثر، ويستفيد من طموح السلطة الفلسطينية بالاستقرار الأمني في الضفة على حساب (الأرض) التي كانت تُنتزع هذا التوقيت دون قدرة على مقاومة ذلك وإلا جرى نسف الاتفاق..
الآن تغير الحال، المنطقة في حالة حرب شبه شاملة منذ عام، ومرشحة لحرب شاملة، وهذه الحروب أول ما تؤثر يكون على مشروع الاستيطان اليهودي في فلسطين بالدرجة الأولى، وتكف الدول والشعوب عن إرسال أبناءها لإسرائيل بدعوى التهديد الأمني..والذي يمكن وصفه في هذا السياق أن الاستيطان لم يتوقف فقط (بل يتقلص)...