*- شبوة برس – اليوم السابع
بعد أن أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي اغتيال قائد حركة حماس يحيى السنوار فى معركة بتل السلطان، إلا أن طريقة استشهاد السنوار لم تكن نجاح إسرائيلى على الإطلاق بل كان اغتياله بمحض الصدفة البحتة.
فلو نظرنا إلى الطريقة التي تم اغتيال بها السنوار، فسنجده كان يقاتل ويحارب فى أرض المعركة حاملا سلاحه ويرتدى جعبة بها قنابل يدوية، إذن السنوار كان يقاتل الاحتلال الإسرائيلى، عندما تم استشهاده.
فعلى الرغم أن استشهاد يحيى السنوار، قد يعطى إسرائيل نصرا عملياتيا إلا أنه يمثل لها هزيمة نفسية ساحقة.
واذا أمعنا النظر قليلا فى حادث الاغتيال فإن استشهاد السنوار يمثل شهادة فشل للاحتلال الإسرائيلي، فهذا الحادث جعل من السنوار بطلا، فبعد عام على عملية طوفان الأقصى لم يستطع الاحتلال الإسرائيلى الوصول له إلا صدفة وليس بعمل استخباراتي.
فقد مات السنوار ولم يكن مختبئا ولا يتحامى فى الأسرى الإسرائيليين للحفاظ على حياته ولا محاطا بالأسرى المدنيين، إلا أنه تم تصفيه في قتال ومعارك مع جيش الاحتلال.
إذن تصفية السنوار وهو يحمل سلاحه، حرم إسرائيل من إخراج صورة النصر، التى ترسمها على العالم كل عملية اغتيال تقوم بها قوات الاحتلال.
فوصول الاحتلال الإسرائيلى إلى رجل بحجم يحيى السنوار عن طريق الصدفة، واستشهاده فى مواجهة عادية داخل منزل على سطح الأرض، يجعل رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عاجزا عن تقديم رواية نصر لهذه العملية.
ويبقى السؤال الأن ، ماذا ستفعل حركة حماس بعد اغتيال معظم قيادات الحركة خلال الشهور الماضية وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 ؟
من الطبيعى أن تتأثر حركة حماس باستشهاد السنوار ولكن لن تسقط والدليل على ذلك عندما استشهد عبد العزيز الرنتيسي الذي كان الخليفة الوحيد تقريبا لمؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، نجد أن الحركة بدأت من جديد واستطاعت أن تقف من جديد ضد الاحتلال الإسرائيلي.
فالحقيقة التى يتفق عليها الجميع هو أن الأجساد قد تموت ولكن الأفكار لاتموت أبدا، فاغتيال القيادات لا يعنى اغتيال فكرة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.