إلى العطاس: عودتك إلى عدن بفضل تضحيات الجنوبيين لا كرما من الاحتلال

2024-10-17 13:12
إلى العطاس: عودتك إلى عدن بفضل تضحيات الجنوبيين لا كرما من الاحتلال
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

رسالة إلى حيدر العطاس عودتك إلى عدن ليست كرما من الاحتلال بل بتضحيات شعب الجنوب

 

*- شبوة برس - أسامة العمودي

يا مهندس حيدرة أبو بكر العطاس، ابن الجنوب، يا من واجهت الظلم والقهر وعانيت من التهجير لعقود من الزمن بسبب نظام الاحتلال اليمني. اليوم، تجد نفسك في قلب العاصمة عدن، المدينة التي غادرتها مجبراً قبل أكثر من 30 عاماً. هذا الشرف الذي نلته بالعودة إلى الجنوب لم يكن هبة أو صدفة، بل هو نتيجة نضال شعبٍ ضحّى بالغالي والنفيس ليعيد كرامته وحريته، ليقف مجدداً بشموخٍ أمام العالم ويطالب بحقه المشروع في استعادة دولته.

 

أنت، يا مهندس حيدرة، تعلم أكثر من غيرك ماذا يعني النضال. لقد كنت جزءاً من مسيرة نضالية بدأت منذ عقود طويلة، مسيرة حملت على عاتقها أعباء الكفاح ضد الاحتلال وقوى الظلم. واليوم، إذ تواجدت في هذا الظرف التاريخي، فأنت أمام مسؤولية كبرى تجاه شعبك، مسؤولية أكبر من كل المصالح الشخصية أو الحسابات السياسية الضيقة.

 

شعب الجنوب يا مهندس حيدرة لم ينسَ تاريخه، ولم ينسَ تضحيات أجياله، ولن يقبل بأي حلول تنتقص من حقه في التحرير والاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة. إن صوت الشعب واضحٌ وجلي: "لا تنازل، لا مساومة، لا تراجع." وقد حان الوقت لأن تقف إلى جانب هذا الصوت، إلى جانب إرادة شعبك، بعيداً عن كل الضغوطات أو الإغراءات التي قد تأتيك من هنا أو هناك.

 

إن قدومك في هذا التوقيت الحساس يثير الكثير من التساؤلات. نحن نتابع عن كثب الانتصارات السياسية الكبيرة التي يحققها فخامة الأخ الرئيس المناضل عيدروس بن قاسم الزبيدي، الذي حمل راية الجنوب بكل ثبات وإصرار، وأنت تعلم أن أي محاولة للتشويش على هذه الانتصارات ستكون خيانة لتطلعات هذا الشعب العظيم.

 

لا بأس إن كانت عودتك للجنوب تأتي في إطار مصالح شخصية أو احتياجات خاصة بك، فنحن لا نعارض عودة أي جنوبي إلى وطنه، لكننا نحذرك من أن تكون أداة في أيدي من يسعى لتفكيك وحدة الصف الجنوبي أو من يرغب في التلاعب بمصير هذا الشعب. حذارِ أن تكون حجر عثرة في طريق التحرير. فالجنوب لن يغفر لمن يتآمر عليه أو يتلاعب بطموحات أبنائه.

 

نحن في مرحلة مفصلية، نحتاج فيها لكل أبناء الجنوب الشرفاء للوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الشرعية، خلف تلك القيادات التي وضعت نصب أعينها هدف استعادة الدولة الجنوبية بكل أبعادها. إن تواجدك اليوم يجب أن يكون دعمًا لهذه الأهداف، وتذكيرًا بأن النضال لا ينتهي إلا بتحقيق العدالة الكاملة لشعبنا.

 

ختاماً، أذكرك يا مهندس حيدرة بأن التاريخ لا يرحم. هناك أجيال قادمة ستحاسب كل من ساهم في هذه اللحظة التاريخية، ولن تُغفر أخطاء من خذل أو خان. فكن مع شعبك، واصطف خلفه في هذه المعركة المصيرية، وكن على يقين أن الجنوب قادم، وأن دولته المستقلة ستعود، رغماً عن كل من يحاول إعاقة مسيرته.