بالنظر إلى الواقع المعيشي والاقتصادي المرير والصعب المليء بأزمات خدماتية شتى وأنهيار فظيع للعملة المحلية أمام العملات الأجنبية في الجنوب سيتبادر إلى ذهن الواحد منا أن الجنوب سينقلب رأسا على عقب في فوضى عارمة ضد الجميع ، حكومة ومجلس انتقالي ، لكن على العكس مازال الشعب الجنوبي صابرا ومتحملا كل تلك الويلات المهددة أمنه الغذائي والمعيشي والخدماتي .
الإعلام المعادي للمجلس الانتقالي وبمختلف أصنافه ومنه صنف الإخوان المشاركون في مجلس القيادة الرئاسي وفي ماتسمى الحكومة الشرعية ، حاولوا وعلى مدى السنوات الماضية التي فيها كانت تشتد وتتفاقم الازمات الاقتصادية الفاتكة بالمستوى المعيشي والخدمي للمواطنين في التحريض ضد المجلس الانتقالي الجنوبي ، وأن الانتقالي الجنوبي هو السبب في خلق تلك الأزمات ، وأنه هو الذي يدير الشؤون الإدارية للحكومة في المحافظات المسيطر عليها عسكريا ، بل قد وصلت بهم الدنائة والحقارة إلى التآمر مابين القيادة السياسية الإخوانية المشاركة في الرئاسة والحكومة والإعلام التابع لهم في العمل المشترك ، فيها تعمل تلك القيادة السياسية الإخوانية في خلق الأزمات الاقتصادية في مختلف المجالات يلحقها ترويج إعلامي أن المجلس الانتقالي هو السبب فيها وأنه هو الذي يفتعلها ، ومع هذا لم يستطيعوا البتة تحريض الحاضنة الشعبية الجنوبية في الخروج إلى الشارع وإفتعال الفوضى ضد الجميع .
حيث قبلت تلك المؤامرات والتحريضات بوعي شعبي جنوبي كبير ، بعدم الإنجرار ورائها ، وهذا لايعني أن الشعب الجنوبي راض في تحمل تلك الأزمات والصبر عليها حتى تستقر قيادة الانتقالي في رغد عيشهم حبا فيهم ، وأنما لأن هذا الشعب الجنوبي له هدف نضالي وطني عظيم وآمل كبير في تحسن مستوى حياتهم المعيشية والخدمية في حال تم تحقيق هدفهم الوطني وهو استعادة دولتهم الجنوبية المستقلة .
وكون المجلس الانتقالي الجنوبي هو الكيان الممثل السياسي لقضيتهم ونضالهم نحو تحقيق هدفهم ، لهذا كانت الحاضنة الشعبية الجنوبية في تزايد كبير ومستمر في تأييد المجلس الانتقالي الجنوبي رغم الظروف المعيشية والخدمية الصعبة ، قد كان ذلك مشاهدا في وقوف الشعب الجنوبي إلى جانب المجلس الانتقالي والقوات المسلحة والأمن الجنوبي في حفظ الأمن والاستقرار ضد الخلايا الإرهابية في المحافظات الجنوبية المسيطر عليها الانتقالي عسكريا خلال السنوات الماضية ، بل أن شعبية الانتقالي المتزايدة قد اتسعت رقعتها إلى مديريات وادي وصحراء حضرموت المسيطر عليها عسكريا ميليشيات الإخوان ، هذه الشعبية المتزايدة قد ظهرت في انصع واوضح صورها في مليونية أكتوبر مجيد ..هويتنا جنوبية التي اقيمت في سيئون احتفالا بالذكرى ال 61 لثورة 14 أكتوبر المجيدة .
لكن هذا لايعني أن هذا الصبر والتحمل للظروف الاقتصادية الصعبة سيبقى إلى أجل غير مسمى ، على قيادة الانتقالي الجنوبي أن تكون على قدر ثقة الشعب الجنوبي الكبيرة بهم المملؤة صبرا وألما نتيجة تحملهم أعباء حياتهم وظروفهم القاسية في سبيل تحقيق هدفهم النضالي الذي بتحقيقه يكون أملهم العيش بحياة هادئة أمنة مطمئنة ومستقرة في جميع أحوالهم .
عادل العبيدي