قديما كانت تُقاس قوة الدول فقط بالحروب والجيوش..
حاليا تُقاس قوة الدول بثلاثية (الجيش والاقتصاد والإعلام)..
لم تعد القوة العسكرية وحدها معيارا للتفريق بين القوي والضعيف، بعدما ثبت بأن هذه القوة يلزمها اقتصادا للإدارة والتمويل ومجابهة المخاطر، وإعلاما للدعايا والحشد والحرب النفسية...
الاقتصاد يلزمه نسيج اجتماعي متماسك، فالاقتصاد ليس صنيعة حكومة وقرار صحيح فقط، بل هو صناعة جمهور متعاون ومؤمن بالدولة بالدرجة الأولى..
لذا فالدول الدكتاتورية الفردية بالغالب تفشل اقتصاديا لهذا السبب، عدا لو كان الدكتاتور صاحب كاريزما وتاريخ ومشروع، حينها ينجح في خلق الجمهور المتعاون والمؤمن بالدولة...
أما قوة الإعلام فيلزمها إما عقيدة قتالية أو مشروع سياسي وإنساني ...
فليست كل الدول التي تمتلك الدعايا أن تنجح في التأثير والهيمنة، لابد من المشروع الإنساني أو الفكري لتصدير خطاب عقلاني عابر للحدود، لذا فالفضائيات والصحف الكبيرة عمليا لا تؤثر إذا صارت منبرا للفوضى والخيانة والتطرف...كونها لا تمتلك الخطاب العقلي الموجه لضمير الجمهور...
بينما الفضائيات والصحف الصغيرة تكبر إذا امتلكت الحد الأدنى من الخطاب العقلي والمشروع الإنساني، خصوصا لو كان هذا المشروع وذلك الخطاب يخص المنطقة الجغرافية المستهدفة، ويتحدث بلغة صريحة مفهومة، وفوق ذلك لديه كوادر جيدة السمعة ولديها حضور اجتماعي مميز..