.. لم يكن في الحسبان ان تتعرض غزة لعدوان غاشم وإبادة جماعية أنكرها العالم (الحر) لو لم يكن العرب في أسوأ أزمنة هوانهم.
.. لم نكن نعلم اننا سنعيش في زمن نتفرج على بني صهيون وهم يبيدون اخواننا ولا نحرك ساكن.
لو ان هذه الجرائم التي تقترفها إسرائيل تقوم بها وحدها لهانت لأن الصهاينة اليهود معروفين بجرائمهم، ولكن كل العالم الإمبريالي بزعامة أمريكا يمدها بالسلاح والعتاد والدعم اللوجستي وتشاركها مباشرة في قتل وتدمير أهل غزة.
.. ان الوضع العربي الردي الذي نعيشه (وليتنا لم نشهده) أسوأ وضع مر على الأمة عبر تاريخها.
.. عام مضى (366) يوم من القتل والثكل والإبادة ولا زالت غزة تقاوم منفردة مثخنة بجراحها من جرائم الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا، ومثخنة بحراح اشد ايلام من تخاذل من كانت تعدهم اخوة وسند وقوة وقت الشدة، ممن كانوا يسمون عرب.
.. 7 أكتوبر 2023 قال فيها بعض العرب ما قالوا واعتبروها مغامرة حمساوية لأهداف داخلية وخارجية لكنا لسنا هنا للرد على اقوالهم، نحن نشاهد المجازر اليومية التي يقوم الاحتلال الصهيوني وداعميه من صهاينة العالم في واشنطن ولندن وبرلين وباريس وغيرها من الدول الامبريالية.
.. ان الحرب على غزة اثبتت لكل ذي عقل إنها مؤامرة كبرى ليس للقضاء على حماس (الإخوانية) بل للقضاء على الإسلام والنخوة العربية التي قتلها التخاذل والتخوين وصنعتها الفرقة والكراهية والحقد الذي بذر بذوره الغرب الإمبريالي بين الحكام العرب.
.. لن نبكي على الأطلال لأن حتى الأطلال دمرها المحتل الغاشم وشركائه، انما نحاول إيقاض الضمير العربي إذا كان لا زال فيه رمق او نبضة.
.. ان ما تتعرض له غزة من ابادة ويشيد بها بعض بني جلدتنا ستصلهم ولو بعد حين على يدي بني صهيون فلا يفرح اي عربي بالقضاء على أخوته فإنه في نظر العدو اقل شأن وقيمه ولا يستحق الحياة.
.. ان الدمار الذي شاهدناه في غزة وسكوتنا عليه سيصل الينا والمسألة مسالة وقت عند العدو.
فهل للضمير العربي ان يستيقظ قبل ان تصبح كل مدننا غزة.
.. 7 أكتوبر قد تكون مغامرة حياة او موت بالنسبة لحماس لكن المؤامرة اصبحت واضحة بأن الهدف ليس حماس ولا حتى حزب الله في لبنان بل كل الوطن العربي وأوله الدول المطبعة والصديقة لإسرائيل من العرب.
الشرق الأوسط الجديد الذي رسمته أمريكا ونادت به السوداء كوندوليزا يتم تطبيقه على الواقع الآن بأدوات محلية. 7اكتوبر قد تكون حماس دفعت اليه دفعا وتلاها حزب الله وسيلحق بهم الحوثيين في اليمن، لكن ليطمئن العرب فإن هدف إسرائيل ليس هؤلاء فقط انما المنطقة برمتها.
.. ان العدوان المتواصل على غزة منذ عام لن يكسر روح المقاومة والرباط في شعبها المقاوم الأبي.
تحية لغزة ولرجالها ونسائها وترابها ورمالها وبحرها وبرها.
ولا عزاء للعرب ونحن منهم.
.. 7 أكتوبر سيتجدد ولن تموت غزة هاشم بإذن الله تعالى.
عبدالله سعيد القروة
7 أكتوبر 2024م