*- شبوة برس – د محمد سالم الغامدي (*)
التاريخ يعد السجل الزمني لأحداث الأمم تتركز مهمته على حكاية قصص تلك الأمم وكما نعلم أن تدوين القصص يعتمد على عنصري التشويق والإثارة عند سرد الأحداث وفق مصادر غالباً ماتكون غير موثوقة حيث تقوم على النقل من الأفواه أو وثائق كتبت تحت مؤثرات الكاتب والظروف المحيطة به اذ تعتمد على النقل من الأفواه أيضا ويتم كتابتها من قبل المنتصر والقوي الذي يطوع الأحداث لمعاييره الخاصة بما يتوافق مع متطلباته وحاجاته المستقبلية وهنا يحدث الكثير من التزوير والتضليل في المعلومات ويعد المصدر الأكثر موثوقية في سرد أحداث التاريخ فهو ما ينطلق من الآثار المادية الملموسة ونعلم أن أمتنا العربية عاشت مرحلة ظلامية تعتصرها الخلافات والحروب والتدخلات والسيطرة الخارجية الذين أحتلوا الكثير من بلدانها وهذه الحالة امتدت حتى عمق العصر الجاهلي حيث كان الجهل يعم اركان الوطن العربي لولا الفضل العظيم الذي منحه الله تعالى للمجتمع العربي بإرسال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومع كتاب الله العظيم الذي أنار الكثير من سبل حياتهم وكان له الأثر الكبير حتى منتصف العصر العباسي حينما بدأت المرحلة الظلامية تعود تلقي بظلالها من جديد لتضعف وتشتت وتقسم هذا المجتمع الكبير.
ولعل تلك المتغيرات التي حلت بالعالم العربي قديماً وحديثاً جعلت تاريخه مثقلاً بالكذب والتزوير والتضليل مما يستوجب إعادة النظر في صياغته من خلال التحقق من تلك الأحداث وفق آليات علمية فما بني على باطل حتماً يعد باطلاً .
*- (كاتب ، باحث ، شاعر) رئيس تحرير صحيفة أركان الألكترونية سابقاً * كاتب رأي بصحيفة المدينة *