انهيار الدولة من تصدع أركانه؛ حينما تتعدد المكونات تزداد مطاليبه وتكبر أحلامه؛ ومن تملك الجند توسعت ساحاته؛ و شيدت معسكراته؛ وتبعت له ملاحيقه وسجانه، وتسلط على رقاب المطايا الباقية، وتتعالى المطارح وتتنافس كل يريد أمثاله، ولا أحد افضل من أنسابه،وربما أنساله؛ ذاك من بني أخيامه؛ وذاك حيث هو جماله؛ وذا هم خطامه. تزاحمت على القسمة والنعرة.. ومن لك ياشعب من مسمار جحا دق في نعشه؟ والغازي في حصنه اليوم يتفرج من النافذة السابعة، مطمئن لأفعاله، على كل الحدود بالخارطة مرسومة، الى اين المفر؟ والابواب مسدودة، وكل الطرق مرصودة؟!.. من بناها ومن دمرها؟ جوابها بالحشاء موجودة، بالقلوب مكبودة.. حضرموت حبيبتي فهل لهذا أنت موعودة؟ اجيبي فإن القلق قد باغتني بالشدة، وأنتابني بالقسوة، ومن زخم الهدرة ابكت الاجداد في قبرها؛ وشاخ التاريخ بأرض الأحقاف بهذا العصر دون الماضية.. فأعذريني إن سألت فإن الرؤية كما أراها قاتمة، جاهلية اللبس واللباس فيها بالاسود طاغية.
حضرموت اليوم ليست كأمسها.. تكتسحها متغيرات نجهل مسارها، وشعب غلبته الحيرة فيم تكون له الخيرة؟
اللهم احفظ لحضرموت الامن والامان.. فهذا وحده رأس مالها.
ولعمري.. إني لقومي ناصح أمين، وبداخلي ربي به عالمه.
حضرموت الجنوب..والجنوب حضرموت.. هكذا حضرموت بخرائط التاريخ ممتدة.. ولكل فئاته غير منقوصة.. كاملة.
أ. سعيد أحمد بن إسحاق
4/أكتوبر /2024م