هل المجتمع العربي يعاني من انحطاط أخلاقي

2024-09-14 05:41

 

تذكرت في ظل الجدل الحالي حول مشروعية المولد النبوي، وتعصب كثير من شيوخ السلفية لمنع الاحتفال، بالماضي القريب حوالي 12 عاما إلى الوراء..

 

كانت كلمة انحطاط أخلاقي تعني الزنا والسرقة والرشوة ..إلخ

 

لكن غاب عن مفهومنا صورة أخرى من الانحطاط الأخلاقي الذي كنا نمارسه بحماسة شديدة، ويقين جازم، حيث كانت تحصل العمليات ضد الشيعة والمسيحيين على زخم شعبي كبير، ورضا وارتياح من طبقة رجال الدين..

 

كنت وقتها أقول: إذا كان عدم شعورنا بهذا الانحطاط هو أننا نمتلك القوة والعدد، فلماذا نعتب على قريش في تعذيبها للمسلمين دون أن يعي هؤلاء بانحطاطهم الأخلاقي في تعذيب وقتل إنسان لمجرد رأيه ودينه؟..فالقرشيون لم يقعوا في تلك الآفة سوى أنهم يملكون القوة والعدد، فلا منافسة أو حضور قوي للمسلمين وأنصارهم ومحبيهم لكي يقنعوا سادات قريش بأن ما يفعلوه جريمة أخلاقية تستوجب الإنكار..

 

إنه قياس مع الفارق نعم..

 

لكن الجدل الحالي في شأن المولد النبوي والذي يتكرر كل عام، لم يعد له محل من الإعراب في ظل ممارسة منكرين الاحتفال لشتى أنواع العنصرية والإقصاء ضد المختلفين، إنهم بمنعهم الاحتفال أو بشيطنة المحتفلين يرون المولد فرصة لظهور خصومهم التاريخيين من الصوفية والشيعة فقط، باعتبار أن هاتين الطائفتين أكثر من يحتفل ويتحمس للمولد النبوي، وهم أكثر المستفيدين منه بتعظيم وذكر آل البيت الأطهار الذين يمثل ذكرهم ضيقا في نفس المتعصبين للثقافة الأموية، وكأن رفض الاحتفال هو عمل كيدي له رواسب تاريخية لا غير.

 

حتى اليوم وفي ظل الإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان فلسطين على أيدي مجرم صهيوني متوحش، نرى اهتمام هؤلاء ليس منصبا لإنقاذ الفلسطينيين أو نصرتهم، بل اتهام وشيطنة من ينصرهم ويدافع عنهم، ويحاولون إحياء ما جرى باستهداف الشيعة والمسيحيين مرة أخرى، وكأن الصهاينة في فلسطين ملائكة رحمة لا تستحق ولو جهد بسيط أو حتى مجرد إنكار..