"كثر المخيلة ما يقع فيها نصيب"..
كثيرة هي اللقاءات والمشاورات والمفاوضات والى اليوم لم تفضي الى شيء مهم يفيد الشعب.
من المهم ان يفهم المتشاورون ان قضية الجنوب مفتاح الحل للازمة اليمنية وبدونها لن يكون حل وإن حاولت بعض الأطراف الإقليمية فرضه سيرفضه شعب الجنوب.
ومن المهم ان يفهموا أن محاولة احياء ما كانت تسمى "الوحدة" فهو ضرب من الخيال.. لأن فرض وصاية حكام صنعاء او بقايا الشرعية الهاربة على شعب الجنوب لن تمر ولن يقبل به ابدا مهما كان الحال.
قضية الجنوب قضية عادلة اعترف بها حكام صنعاء منذ بداية الأزمة في 2011 ومحاولتهم التنصل من اعترافهم لن يفيد لأنه موثق عندما صرحوا بأن نظام عفاش حول الجنوب الى مزرعة له "حسب قول علي محسن الأحمر" كذلك تصريحات قادة الحوثيين بمثل ذلك وكل تصريحاتهم موثقة.
التسوية لها معاني كثيرة ولابد ان تضع قضية الجنوب البند الأول، اذا كان راعي التسوية حريص على انهاء الأزمة وتطبيع الأوضاع في البلاد.
ما نخافه هي التسريبات التي تظهر بين حين وآخر بأن قضية الجنوب سيتم ترحيلها الى مابعد الفترة الإنتقالية وخلال تلك الفترة تعقد مفاوضات ومشاورات على كيفية حلها بعد ان يتم تحويلها الى قضية مطالب وتسوية وظائف واعادة عساكر وما شابه ذلك، اذا صحت تلك التسريبات فلن تكون تسوية ولن يقبلها شعب الجنوب ان تكون على حسابه مهما حاول رعاة تلك التسوية الضغط والتهديد لقادة الإنتقالي بالقبول بها.
قضية الجنوب قضية عادلة وليست قضية تقاسم ثروات او مناصب وعلى رعاة التسوية ان يضعوا ذلك في اعتبارهم، لن نكون كبش فدا من اجل كسب ود حكام صنعاء او رموز الحكم البائد فليفهم الجميع ذلك.
تسوية بدون حل القضية الجنوبية واستعادة استقلال الجنوب مرفوضه وعلى الشعب ان يقول كلمته التي ستكون الفيصل وتخرس كل الأسنة.
عبدالله سعيد القرة
٢٤ اغسطس ٢٠٢٤