لعلها تشرق غداً... هكذا كان لسان حال المواطن يقول عندما أعلنت السعودية تغيير مسمى (عاصفة الحزم) إلى (إعادة الأمل)!! ذلك الأمل المفقود الذي انتظرناه طويلًا، 10 سنوات عجاف منذ انطلاق حرب التحالف في اليمن.
ولازال الأمل في ان تشرق غداً بإذن الله متى ما صحى ضمير من يدير المعركة ويدير الرحى التي تطحن هذا الشعب المنكوب.
من خلال تجربتنا في هذه الحرب وما عانيناه خلال ١٠ سنوات تبين لنا باليقين الذي لايقبل الشك انه لا أمل في إصلاح بلادنا الا اذا اصلحنا أنفسنا أولاً، وأن ما نعانيه من شدة وظلم وقهر فإننا شركاء فيه بسبب سكوتنا ورضانا بأن نكون أتباع لسياسات دول خارجية.
كما أن المغامرات الغير محسوبة العواقب اوقعت البلاد في المهالك فلا حالنا صلح ولا استطعنا ان نغير مانريد تغييره.
لتقريب فهم مانريد قوله ان هذه الحرب والعواصف وإعادة الأمل ليس لنا فيها ناقه ولا جمل ولا حتى تيس إنما نحن ضحية مثل غيرنا ممن حلت عليهم اللعنة من الشعوب العربية.
أين هو الأمل؟ وكيف السبيل لإعادته؟
منذ ٢٠١٨ توقفت تقريبا الحرب العسكرية (المواجهة) ومرت ٦ سنوات ونحن ننتظر ذلك الأمل الذي لم يأتي ولن يأتي ومع مرور الوقت تزداد حالنا سوءاً ويقترب الشعب من حافة الموت جوعاً تحت سمع وبصر (التحالف).
لذلك علينا أن نعيد التفكير في حالنا وما وصلنا اليه من فقر وجوع وحاجة وذل وفقد أمن وانهيار متسارع لمسمى الدولة، وعلينا اتخاذ القرار الذي يعيد لنا السيادة التي سلبت منا في انتطار استعادة الأمل.
نحن في الجنوب ضعنا بين الأمل واستعادته فلا حصلنا على دولة ولا حافظنا على تضحيات الشهداء من أجل استعادة تلك الدولة، بل هرولت قيادات الجنوب وراء جزرة الشراكة مع حكومة فاسدة مسلوبة القرار والإرادة... لماذا؟ لأن قرارنا ليس بأيدينا.. هذه حقيقة يجب مواجهتها بشجاعة ليس لدينا قرار مستقل.
انظروا، لو كان لدينا القرار لما شاركنا في حكومة فاسدة كان شعب الجنوب كله يحاربها. لو كان لدينا القرار لما كانت تلك الحكومة الفاسدة تحكمنا في دار عقرنا في معاشيق.
لو كان قرارنا سيادي لما استجدينا هبات من هنا وهناك لتشغيل محطة كهرباء ونفطنا يباع لجيوب اللصوص في الحكومة. لو كان لنا قرار حر لما قبلنا بمشاركة من قتلنا بالأمس وارتضينا ان ينصب حاكم علينا.
هذه حالنا وهذه الحقيقة التي يخاف البعض قولها من أجل مصلحة شخصية.
يجب علينا أن نستعيد قرارنا وسيادتنا على جنوبنا اذا أردنا نستعيد الأمل وتشرق علينا الشمس.
فلعلها تشرق غداً ويعود الأمل.
عبدالله سعيد القروة
١٨ أغسطس ٢٠٢٤