خيارات وسيناريوهات متوقعة (1)

2024-08-10 21:22

           

يمر جنوبنا الحبيب في مرحلة استكمال التحرر الوطني لتحقيق الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية .

وقد خاض نضال طويل منذو العام 1994 م قدم خلاله الاف الشهداء والجرحى حتى وصل الى هذه المرحلة ، ولتحقيق هدفه هذا امامه العديد من التحديات ، اهمها التقدم نحو الهدف وهو موحد في ظل مستوى معقول  في الحياة المعيشية والخدمية بحيث يوصل شعبنا الى يوم الخلاص صحيح متعافي ومتصالح ومتسامح وخالي  من امراض الماضي  قادر  على الدفاع عن الاستقلال وعلى استعادة و بناء الدولة الجنوبية الغيدرالية كاملة السيادة على ارض الجنوب بحدود ماقبل 1990 م  هذا التحدي يضعنا امام  الممكن القيام به وامام اشكالية التداخل في مهمة النضال لاستعادة الدولة ومهمة النضال لتحقيق المستوى المعيشي والخدمي  والسلم الاجتماعي المقبول،   اليوم نحن امام واقع ما منه بد فنحن في اطار التحالف العربي وامام التزامات للمجتمع الدولي والاقليمي وفي اطار حكومة المناصفة المعترف بها دوليا وماضين لكي نحقق هدفنا في استكمال التحرر الوطني من خلال العملية السياسية  التي ترعاها الامم المتحدة وفي تحقيق مستوى معقول في الحياة المعيشية. الخدمية والسلم الاجتماعي من خلال حكومة المناصفة المعترف بها دوليا   هكذا نتحرك اليوم ،  لكن هل هذا الطريق وهذه الاليات ستحقق لنا ما نصبوا اليه ؟ هذا السؤال المهم والذي يفرض نفسه علينا والاجابة عليه تضعنا اما عدة خيارات وعدة  سيناريوهات  في الحقيقة مضت عدة سنوات ونحن في هذه الطريق ورغم اننا حققنا شرعية لتحركنا السياسي محليا واقليميا ودوليا واصبحنا جزء من ادارة الموارد وحققنا وئام مع المجتمع الاقليمي والدولي  الا ان ما تحقق في طريق العملية السياسية وما يخطط له في خارطة الطريق ليس في مستوى ما نطمح اليه وكذلك الحال في مستوى الحياة المعيشية والخدمية هذا الواقع يجعلنا امام مسؤلية تاريخية ترتقي الى مستوى تضحيات وتطلعات شعب الجنوب  وامامنا عدة خيارات تفرز عدة سيناريوهات 

الخيار الاول الاستمرار في المضي في حكومة المناصفة وفي العملية السياسية التي ترعاها الامم المتحدة وهذا الخيار قد افرز سيناريو  عدم تحقيق تحسن في الوصع المعيشي والخدمي طالما نحن متمسكين  باننا من خلال العملية السياسية نحقق تطلعات شعبنا ،  ووجدنا انفسنا امام هذا السيناريو الذي يخيرنا بين المضي بخيارنا في العملية السياسية المتمثل باستعادة دولتنا في ظل عرقلة الاطار التفاوضي الخاص بقضية شعب الجنوب المقر في مشاورات الرياض في مقر مجلس تعاون دول الخليج العربي في ابريل 2022 م ومع عدم وضع قضية شعب الجنوب في خارطة الطريق في موقعها الصحيح  يقابله تدهور في الحياة المعيشية والخدمية . او يمكن تحسين الحياة المعيشية والخدمية مقابل التنازل عن  هدف  شعبنا  في استعادة دولته .  ولا يمكن تحقيق هدف شعبنا في استعادة دولته  وتحسبن الخدمات المعيشية والخدمية في ان واحد   ، فهل نستمر في هذا الخيار ونبتدع اساليب واليات تحقق ما نريد ونحسن اداء عملنا  او نمضي بوضعنا الحالي او   نعمل لهذا الخيار رديف اخر    ونوجد الية ضغط اخرى لا تقيدها التزامات وصعنا الحالي وتعتمد على الارادة الشعبية وتحربك الشارع والمقاومة

الخيار الثاني  الذهاب منفردين لفرض امر واقع سياسي واداري ومالي  وهذا الخيار بجعلنا امام حالة صراع علني  مع المجتمع الاقليمي والدولي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا اصافة الى صراعنا مع الحوثي  والاحزاب اليمنية 

وهنا يبرز سؤال هل هذا الطريق مضمون لىتحقيق تطلعاتنا السياسية.و تحسين مستوى المعيشة والخدمات والسلم الاجتماعي ؟

في الحقيقة وكما اراه ان  الصراع لا مفر منه اكان من خلال الخيار الول او الثاني والفرق بينهما التوقيت وقوى الصراع المعادي لنا 

فاذا مضينا في الخيار الاول فاننا ننصل الى لحظة   نقول لا . ويبدا  الصراع الذي ممكن ان يكون اليوم لو اخترنا الخيار الثاني فالصراع في ظل الخار الاول سيكون مع القوى البمنية التي تكون فد حسمت امرها وتوحدت في اطار دولتهم البمنية وبشتد  عند خروج التحالف العربي من اليمن واعتبار المجتمع الدولي للازمة اليمنية قد انتهت ،  وان هذا صراع جديد ،  واذا تفجر الصراع اليوم فانه سبكون في ظل عدم اكتمال  توافق البمنيين ولازال التحالف العربي فاعل في البمن ولازال المجتمع الدولي راعي 

فايهما افضل اليوم وفق الخيار الثاني او غدا وفق الخيار الاول ؟

اذا اعلن الانتقالي اليوم اي خطوة لفرض امر واقع فان ذلك يعني فض الشراكة والدخول في صراع مع اليمنيين وصحيح ان وضعهم الحالي لازال مفكك لكنهم سيتحدوا ضد الجنوب وسنكون في مواجهة مع المجتمع الاقليم  (التحالف )والمجتمع الدولي (مجلس الامن ) ودول عظمى وقد بتمكنوا بعدها من صنع ممثل للجنوب بديل للانتقالي او تشتيت التمثيل الجنوبي ويفقد الانتقالي كل ما حققه منذ اتفاق الرياض ويتهم  بانه مليشيات متمرده 

الافضل هو الذهاب في الخيار الاول ويكون في الاعتبار ان المشاركة تكتيكية اكثر مما هي لتحقيق تطلعات  شعب الجنوب بشرط ان يتمكن الانتقالي من ان يكون هو ممثل شعب الجنوب  وبعترف الشماليين والتحالف والمجتمع الدولي به كممثل لشعب الجنوب بحيث بقطع الطريق على محاولات لصنع ممثل اخر الجنوب او تشتيت التمثيل الجنوبي  ويرفض بعد ذلك اي حلول تنتقص من تطلعات شعب الجنوب ويكون جاهز لاستكمال تحرير ارضه واغلاق الحدود وادارة ذاته وهو كيان معترف به بانه ممثل الجنوب وكان الطرف الرئيس في العملية السياسية لكن عندما فرضت عليه حلول غير مرضية  لشعبه رفضها اما اذا تمكن من تحقيق تطلعات الشعب ولو في حدودها الدنيا فهذا هو المطلوب