بالأمس اعلنت لجنة العقوبات في مجلس الأمن رفع العقوبات عن علي عبدالله صالح ونجله احمد بعد مطالبات عديدة من مجلس القيادة ومندوب اليمن لدى مجلس الأمن الدولي.
جاء رفع العقوبات بعد إعلان خارطة طريق حل الأزمة اليمنية التي اشرفت عليها أمريكا وعمان والسعودية.
قد تكون صفحة احمد علي عبدالله انظف صفحات قادة النظام السابق وحتى الآن لم يتهم بإقتراف اي جريمة والمستقبل كفيل بإثبات ذلك او نفيه، المهم ان الرجل يحضى بتأييد واسع داخل اوساط حزبه "حزب المؤتمر الشعبي العام".
لكن لماذا يتم رفع اسمه من قائمة العقوبات في هذا الوقت بالذات؟
هناك إحتمال أن يتم تكليفه بمهمة كبرى في راس السلطة، او أن يكون رئيس توافقي لمجلس انتقالي لفترة محددة تمهيدا لتسليمه كرسي الحكم في اليمن.
لكن على الطرف الآخر النقيض القوي" الحوثي" ماهو موقفه وهل يقبل بصفقة مثل هذه وهو الطرف القوي في المعادلة اليمنية؟
في الأيام الماضية ظهر اسم شخصية قيادية سابقة (علي ناصر محمد) وصوره الإعلام بأنه المنقذ المرتقب الذي يجمع عليه اليمنيين كرئيس توافقي.
الحقيقة ان كل ذلك مرتبط بمن يحمل المفاتيح ومن يمتلك القرار في اليمن سوا كان التحالف او الرباعية او أمريكا، وهذه ليست معلومة جديدة الكل يعلم ان اليمنيين في الجنوب والشمال لايملكون الا "مفاتيح القصب" اما القرار لدى عواصم القرار.
علي ناصر واحمد علي قد يكون لهم دور في اللعبة في اليمن لكن سيكونون بدون قرار سيادي في الوقت الحاضر.
الحوثي لا اعتقد انه سيقبل بإملاءات إلا اذا صدرت من إيران، او كانت مقايضة وصفقة سيكون هو الرابح فيها.
حكومة صنعاء بعد ضرب الحديدة واغتيال ابو العبد في قلب طهران ستحسب الف حساب لكل قرار تتخذه لأن زمن الهنجمة قد ولى واي عمل ترتكبه ستدفع ثمنه سريعاً.
في الجنوب ترقب حذر في الأوساط الشعبية اما قيادة المجلس الانتقالي بالتأكيد لديها معلومات عن كيفية تنفيذ خارطة الطريق واين موقع قضية الجنوب منها.
نحن كشعب جنوبي نريد معرفة موقعنا على خارطة الطريق... هل عادنا عالبال او...... .
لايمكن ان يقبل شعب الجنوب بالمساومة على تقرير مصيره واستعادة استقلاله بعد ان دفع ثمن ذلك من دماء أبناءه ولن تنفذ خارطة طريق ولا تسوية الا بموافقته.
ختاما.. إذا كانت خارطة الطريق شاملة لحل القضية اليمنية بحذافيرها يجب ان تكون قضية الجنوب البند الأول، ويجب ان يعلم الجميع في الإقليم والعالم ان القضية الجنوبية حجر الزاوية في حلحلة ازمة اليمن لأنها قضية شعب سلبت حقوقه وتعرض للقتل والتشريد والتجويع في محاولات يائسة لتركيعه وفرض تسويات تسلب حقوقه المنهوبة.
عبدالله سعيد القروة
1 أغسطس 2024