لم يجد معمر الإرياني مكاناً في ذمار أو صنعاء أو عمران أو صعدة أو الحديدة أو حتى مأرب وتعز ليروج لبضاعته التالفة فذهب إلى حضرموت معتقداً أنه سيلاقي زبائن حمقى لبضاعته المنتهية الصلاحية.
الإرياني التقى بأعضاء حزبه (المؤتمر الشعبي العام) ، وإن لم يعرف المتابع أي مؤتمر يعني، هل هو: مؤتمر عبد ربه منصور؟ أم مؤتمر علي عبد الله صالح؟ مؤتمر ابو رأس ويحيى الراعي ام مؤتمر أحمد علي وطارق ام مؤتمر بن دغر وأتباعه أم مؤتمر رشاد العليمي وأتباعه.؟
الوزير المهيمن على موازنة ثلاث وزارات، وبلا مكتب وبلا عنوان، تحدث عن إنجازات حزبه وما قدمه لليمن، وقال أن المؤتمر حقق إنجازات لم يستطع سواه تحقيقها.
يا هذا!
ما هي المنجزات التي حققتموها للناس والتي لم ينافسكم عليها أحد؟
إن المواطن اليمني والجنوبي على وجه الخصوص لا يتذكر من إنجازاتكم غير الفساد ونهب الثروات ونشر الرشوة، و هدم مؤسسة الدولة وتوسيع دائرة الحروب والنزاعات القبلية لترويج تجارة الأسلحة والذخائر وبقية الممنوعات التي تعرفها جيداً.
الشيء الوحيد الذي انجزتموه ولم يسبقكم إليه أحد هو تسليم الجمهورية لأحفاد أمير الدين وبدر الدين.
هذه نعترف لكم بها ولن يغبطكم عليها أحد
* * *
مشكلة الأحزاب التي يصنعها القادة، ولا تصنع القادة، أنها تقوى بقوة الرئيس، وتضعف بضعفه وتموت بموته، وحزب المؤتمر ليس استثناءً في هذه القاعدة.
لكن مشكلة قادة المؤتمر (إن كان ما يزال هناك مؤتمرٌ واحدٌ) ومثله حزب الإصلاح أنهم لا يمارسون النقد الذاتي ولا يستطيعون أن يتصوروا أن يقول لهم أحد لقد أصبتم هنا واخطأتم هناك، ناهيك عن ان تناقشهم في أخطأئهم فقط، فمجرد الحديث عن أخطاء يعتبر إدانة لتاريخهم وإهانة لشرفهم وكرامتهم ، وليس إقراراً بارتكابهم أخطاء ووقوعهم في عيوب وشطحات ، ناهيك عن ارتكابهم لجرائم يستحقون عليها المحاكمة، .
يا هؤلاء؟؟
توقفوا مرة عن مرض الإعجاب بالنفس واعترفوا مرةً أنكم بشرٌ ولستم ملائكة، وتحسسوا رؤوسكم، واعترفوا بأنكم تخطئون مثلما يخطئ سائر البشر، وأنكم لستم أنبياءً ولا رسلاً.
وأنتم تفتشون في ملفات أخطائكم دققوا كم من هذه الأخطاء لها طابع الجريمة، ولا نقول لكم قدموا أنفسكم للقضاء، لأنكم لن تفعلوا ولكن توقفوا مع أنفسكم وصارحوا أنفسكم ولو في السر، وابحثوا عن طريقة جديدة لممارسة السياسة، لأن طرائقكم القديمة هي التي أوصلت البلاد إلى حالتها البائسة التي هي عليها اليوم
* * *
أعرف أن هناك قطاع من أهلنا في حضرموت وبعض المدن الجنوبية ممن تورطوا في عضوية أحزاب غزو ١٩٩٤م يتعايشون مع هذا الزيف ويتحملون الشعور بالإهانة وهم يستمعون إلى الترهات التي لا تنطلي حتى على ناقصين القدرات الذهنية، وللبعض مصالح في التعايش مع هذه الأكاذيب، لكن المشكلة أن أمثال هذا الوزير المراهق يعتقدون أن ترهاتهم تنطلي على الناس فيستمرون في استغبائهم للجماهير التي تكتوي بنيران سياساتهم الرعناء وحماقاتهم الخرقاء ولا يخجلون من الحديث عن جرائمهم ويقدمونها على إنها إنجازات عظيمة لا ينافسهم على تحقيقها أحد.