*- شبوة برس – السفير سامح عسكر
ليس فقط للتغير الكبير والطارئ عليه بالسنوات الأخيرة وامتلاكه عقلا نقديا مميزا ، ولكن لأنه طوال تاريخه كان يرفض الحكم على إيمان الناس، ويتريث غالبا في إطلاق أحكام القيمة..
هذه الفتوى قد يراها البعض تافهة أو أن الشيخ متكلف، لكن لو علم هؤلاء كيف أن المتشددين ينشرون الكراهية في المجتمع ضد كل من لا يصلي الفجر في ميعاده، وينظرون إليه باحتقار ويصفوه بالمبتدع وتارك الصلاة ما فعلوا ذلك..
عسّروا على الناس فلم يراعوا ظروف المجتمع ومتغيراته، ولم يعذروا أصحاب الحاجة والمرض والرزق. وجعلوا من الشعائر والصلوات معيارا وحيدا لتقييم الإنسان..
فالمسلم لديهم ليس بأخلاقه ولا بعمله ولا بعقله ولا بإنتاجه وإبداعه، ولكن بصلاة الفجر التي عن طريقها يحكمون بالنفاق على أغلب المسلمين طبقا لروايات مكذوبة يتداولونها باسم السُنّة، والرسول والإسلام منها براء..
يجب تشجيع مثل هذه الفتاوى لأنها تعالج خللا هائلا في بنية المجتمع حدث بفضل المتشددين والجماعات الذين نشروا التكفير والوصاية لمجرد الطقوس..
نشروا الدين الشكلي ونسوا الجوهر والمضمون التي قامت عليه كافة الديانات وهو العمل الصالح، بل جعلوا صلاح الفرد ليس بعمله ولكن بطاعته لهم وسماعه إياهم وحضور جلساتهم وشراء أشرطتهم التي كانت ولا تزال تدر عليهم الملايين إلى اليوم..
ليست دعوة بالطبع لترك صلاة الفجر في ميعادها، ولكن رفضا للحكم الشائن على من لا يصحو إليها مبكرا ، وتحذيرا ممن يفعل ذلك باسم الدين..
فالله لا يحب أن يأتي إليه العبد منافقا أو مجبورا أو مُتعَبا ومريضا، فصحة الناس وحياتهم أقدس عند الله من الكعبة، ولمصالحهم نزلت كافة الأديان والشرائع، فأيما كانت مصلحة الناس العامة كان الدين..
#نقد_الموروث