توجت جلسات استجمامهم ، في شرفات قصر البذخ موفمبيك – بارتجال احدهم اسطر بنصف صفحة ،دعته فيها النشوة لحل قضية شعب ،ووطن ، بشخطة قلمهم ذات المداد الأحمر بلون الدم .
العيش في النعيم المحاط بالجواري والغلمان، يشوش فكر الفرد ،ويقلل من عظمة الصعاب، ويرى الكون كله في أمرته ،ورهن إشارته .
لكنني هنا ، لا أحسبها مجرد نشوة أفقدت أصحابها الصواب ، بل أعتبرها تصرفات جبل أصحابها على إتباعها وإملائها في مواقف، جمة صار الجميع معتادون لسماعها، ولا يعملون لها أدنى بال من الحسبان .
كل من تفاعل مع الحدث ، من قادة، وكتاب جنوبيين، ليس لشيء وإنما لسخرية المشهد، وهزلية الموقف ،الذي أبداه الملقي، بل أسلوب الإلقاء، والكلمات التي أحوتها فقراته الحاملة للغة التهديد ،المصاحب للاعتذار .
كان المشهد دراماتيكيا هزليا ، من بدايته فيما أسموه" حوارهم الوطني" ويفتقر الفرد من أعضائه لأدنى مسئولية وطنية – وطنهم أعني – فمن جلسات السوالف ،وقص الأظافر ، إلى جلسات زعران القبائل، وعساكر صنعاء، ومناقشات أعداد الآكلات للأعضاء كلن حسب شهيته، ومرورا بجلسات تصفيف الشعر، هكذا أستمر القوم الغارقين في نعيم موفمبيكهم ، حتى توجت لقاءات استجمامهم، بإلقاء أقصوصة أعتذارهم الهزيل .