الفرق بين الكتاب المسطور والمنظور والمكنون

2024-03-30 02:02
الفرق بين الكتاب المسطور والمنظور والمكنون
شبوه برس - خـاص - القاهرة

 

*- شبوة برس – الشيخ طارق نصر *

الكتاب المسطور أي المسطر وقد اقسم الله به فى قوله (وكتاب مسطور فى رق منشور) ونبه اليه فى قوله ( ن والقلم ومايسطرون ما انت بنعمة ربك بمجنون) ونعمة ربك هى ذلك الكتاب وهو القران

اما الكتاب المنظور فهو الكون الذى أمرنا الله بإمعان النظر فيه( أفلم ينظروا) وهو الوارد فى قوله بعد ذكر الامم التى تسكنه( مافرطنا فى الكتاب من شيء) وفى قوله( ماترى فى خلق الرحمن من تفاوت)

اما الكتاب المكنون فهو- كما جاء فى القاموس- ان مكنون بمعنى مستور ومخفى غير ظاهر بعيد عن الأعين، وأخبر الله عن هذا الكتاب بانه ( لايمسه الا المطهرون) اى لايتعلق به الا المطهرون من الملائكة لأنه يتنزل بواسطتهم، وذلك حيث زعم كفار مكة ان القرءان تنزلت به الشياطين فرد الله عليهم بقوله( وماتنزلت به الشياطين وماينبغى لهم وما يستطيعون) وأخبر فى موضع آخر( فى صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدى سفرة كرام بررة)

وبناءا عليه فلا حجة فى تلك الاية لمن حرم مس المصحف على الكافر والجنب بل هو ( ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم) فكيف تحرم على الكافر ان يمسه وفى نفس الوقت تأمره ان يؤمن به؟ وكيف يؤمن به وهو لايرى مافيه الا ان يطلع عليه ويقرؤه

وليس فيها ايضا مايدل على ان أئمة اهل البيت رضوان الله عليهم هم المخصوصون بفهمه وحدهم دون سواهم وقد دعا الله الكل الى تدبره،وائمة اهل البيت أنفسهم ينكرون ذلك فقد جاء فى البخارى حيث سئل الأمام على: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: «لا والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسْمَةَ، ما أعلمه إلا فَهْمَاً يُعطيه الله رجلا في القرآن،

فكون اهل البيت افهم الناس بالقران لايمنع الفهم عن غيرهم مادام لم يعاندهم

*- الشيخ طارق نصر .. كبير باحثين بالازهر ،، متخصص في التفسير ومهتم بتجديد الخطاب الدينى ونقد الموروث