أوجه خطابه أو نقدي هذا لمستثمري معاناة ومأساة وتضحيات شعبهم ودولتهم الجنوبية ، التي جنى عليها بنفس العقلية التسلطية الإنتهازية التي أستفردت بالقرارات المصيرية بصورة كارثية .
من صفات هذا الشعب كره الحقيقة والهروب من مواجهتها بشجاعة، ويقفز دائمآ عن واقعه المأساوي المتردي إلى الاستمتاع بسرد وعود عرقوبية أسطورية لا مكان لها في واقعنا ، وبعد استمالته بكم شعار وهتاف وحملة إعلامية مأجورة مدفوعة بالأجر المدنس يخدر بعض من الموقت ليصحى على وضع أسوأ بكثير مما كان عليه بالأمس .
ماهي المشكلة ، وما نوع المرض الذي يجعل من هذا الشعب مطية رخيصة ويكرر عليه ولعقود نفس المشهد الدراماتيكي الكارثي الفاشل ، مع مجموعة من المتشاكسون الكذابون الإنتهازيون جمعتهم المصالح ويستمرون على مدار سنوات في اللعب بعواطف وواقع شعبهم لصالح ذاتهم الشيطانية المجردة من القيم والإنسانية والضمير والأخلاق .
كل أولئك القوم بشتى صنوفهم وفئاتهم أليس فيهم رجل واحد رشيد يؤمن بالله واليوم الأخر ، ويقول لرفقائه السوء ، يكفي تنكيل وظلم ونهب للمال العام جهارا نهارا والشعب يعيش أسوأ مرحلة معيشية بتاريخه على الإطلاق .
ما تحرق النار الا رجل واطيها فقط ، جميعهم دون إستثناء يكذبون كما يتنفسون ولا أمل فيهم مطلقا لأنهم قد قرروا مصيرهم وأسرهم منذ سنوات في عواصم الشتات الاختياري ، وما نحن بالنسبة لهم شعب وأرض إلا عبارة عن محطة ترانزيت للاثراء غير المشروع والعبور إلى عالمهم خارج أرض الجنوب .
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( عُذّبت امرأة في هرّة ، سجنتها حتى ماتت ، فدخلت فيها النار ؛ لا هي أطعمتها ، ولا سقتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ) .
إلى ديّان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمعُ الخصومُ