تخشى التنظيمات الراديكالية والحوثي واحد منها من اختفاء مبررات استمرار التطرف السياسي او العسكري كنهج للسيطرة والحكم، ويمثل الاستقرار السياسي للوضع امتحانا صعبا بالنسبة لها، ذلك لانه يسلب من يدها اهم أدوات السيطرة على الموقف وهو مصادرة حق الاخرين بالحصول او حتى بالحديث عن الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية للشعب بحجة التفرغ فقط للعدو الخارجي او المجهود الحربي.
1) لقد مثلت فترة الهدنة في حرب اليمن خلال الشهور الماضية أصعب فترة على الحوثي كنظام حكم بعد ان وجد نفسه امام مطالبات مشروعه من الشارع في مناطق سيطرته (وان كانت بصوت مكتوم) حول استحقاقات معيشية لم يستطع الحوثي تامين الحد الأدنى منها للمواطن ومنها الرواتب.. وأصبح الركود الاقتصادي وسحق القوة الشرائية للمواطن في أعلى صوره.
2) كيف ستسير الأمور اذا تحول هذا الوضع الي وضع دائم من خلال ابرام اي شكل اطاري للتسوية السياسية بين الحوثي والحكومة المعترف بها دوليا ؟
3) أضف الي ذلك أن جزء كبير من الدعم الاغاثي المقدم من المنظمات سوف يقل وتنتفي أسبابه بمجرد وصول الاطراف اليمنية لاي شكل من الاتفاق السياسي الاطاري (هو بالواقع هدنة سياسية وعسكرية طويلة الأمد وليس حلا نهائيا) وبالتالي زيادة فاتورة الاستحقاقات الاقتصادية على اي سلطة محلية حاكمة.
4) النجاح العسكري في الحرب لايعني ان نفس الآليات يمكن ان تحقق نفس النجاح السياسي في ادارة الدولة عند توقف الحرب وهذا هو الامتحان القادم الذي يحاول الحوثي القفز عليه باستثمار اي فرصة لخلق وضع عسكري صراعي جديد مع غرماء جدد من اوروبا وامريكا لشهور قادمة هروبا من استحقاقات اي استقرار سياسي مأمول مع الاطراف المحلية والمحيط الاقليمي.
5) اخيرا.. هناك مثل محلي متداول يقول ( قالوا للقبيلي حرب، قال القبيلي جاء الرزق)
وهذا سر حماس الحوثي في خلق صراع دولي في باب المندب ستخرج أوراقه من ايدي كل الاطراف المحلية والاقليمية بعد ان كان الصراع اقليمي فقط تحت سقف قابل للتسوية.
#م_مسعود_احمد_زين