جاءت حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال على اثر المواجهة العسكرية الجنوبية الشمالية فيما عرفت ب (غزوة خيبر) والتي كانت قمة الصراع بين الشماليين والجنوبيين على النصر الجنوبي الذي تحقق في عام 2015 م في الحرب بين المقاومة الجنوبية والمليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري التابعة لرئيس اليمني السابق على صالح وذلك عندما حاولت الاحزاب اليمنية وفي المقدمة حرب الاصلاح اليمني (اخوان اليمن ) متقمصه شرعية الرئيس هادي اختطاف النصر الجنوبي لصالح مراكز نفوذ صنعاء التي فقدت بهذا النصر احتلالها للجنوب . وكان انتصار المقاومة الجنوبية فيما سميت غزوة خيبر حينها بحاجة الى شرعنة خارجية كون الشرعية الداخلية عمليا محققة منذ 4 مايو 2017 م وانتقل الصراع من صراع على النصر الجنوبي الذي انتصر فيه الجنوبيين الى الصراع على الشرعية المعترف بها دوليا وكان الجنوبيين بحاجة الى تعزيز انتصارهم باعتراف الاقليم والعالم بهذا النصر الجنوبي وحماية لقواته المسلحة واستكمال بناءها وخاض المجلس الانتقالي الجنوبي عمل سياسي و مفاوضات سياسية شاقة ومعقدة وفي المقابل حاول الطرف اليمني التمسك باحتلال الجنوب واستعادة ما خسره في غزوة 2015 م و في معركة غزوة خيبر عسكريا من خلال المفاوضات السياسية
فكان الانتقالي بحاجة الى شرعنة نصره و شرعنة قواته و شرعنة ذاته خارجيا والولوج في العملية السياسية القادمة التي ترعاها الامم المتحدة حاملا قضية شعب الجنوب وفي المقابل كانت قوى الاحتلال اليمني بحاجة الى الجنوبيين في حربها الداخلية ضد الحوثي وفي نفس الوقت تريد تذويب القوات الجنوبية والمجلس الانتقالي الجنوبي والنصر الجنوبي في اطار الشرعية اليمنية المعترف بها دوليا واذابة قضية شعب الجنوب في اطار الازمة اليمنية والمرجعيات الثلاث وكانت نتيجة ذلك هو اتفاق الرياض 5 نوفمبر 2019 م الذي ثبت النصر الجنوب على معظم اراضي الجنوب واحتفظ للاحتلال اليمني بوادي حضرموت وبعض المناطق في المهره و مكيراس و كان لكل طرف اهدافه الخاصة من الاتفاق ولكن المعلن هي اهداف مشتركة تمثلت في توحيد الجهود للانتصار على الحوثي وهو هدف للتحالف ايضا والذي لعب دور الوسيط في هذه المفاوضات السياسية والوصول الى الاتفاق اباه وهدف تحسين وتطوير الخدمات ومعيشة الشعب فيما سميت بالمناطق المحررة
ان اي تقييم لحكومة المناصفة ونجاح الانتقالي فيها يجب ان يشمل تلك الاهداف التي من اجلها دخل في هذه الحكومة سلبا ايجابا مع العلم ان المجلس الانتقالي الجنوبي اليوم يخوض صراع سياسي قوي في اطار هدف سياسي كبير ممكن اعتبره شخصيا اهم الاهداف المذكوره انفا وهو الولوج في العملية السياسية القادمة وحمل قضية شعب الجنوب لاستعادة دولته في إطار خاص الى هذه العملية السياسية الذي تحقق اي الاطار الخاص بصعوبة في مشاورات الرياض بينما الطرف الاخر بحاول إذابة قضية شعب الجنوب في اطار الازمة اليمنية وحلها في اطار شكل الدولة اليمنية وقانون العدالة الانتقالية وذلك في اطار عملية السلام والذي اوشكت مرحلتها الاولى على الانتهاء وحصد الحوثي كل ما يريده منها بل وسحب قضايا من المرحلة الثانية كان ينبغي ان تكون من اجندات المفاوضات السياسية الى مرحلة بناء عوامل الثقة وخصوصا اهم القضايا الاقتصادية لهذا ينبغي ان تركز انظار الجنوبيين اليوم باتجاه عملية السلام ومن ضمنها العملية السياسية وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي العمل الجاد و الحثيث والمستمر لتحقيق النصر في هذه العملية ليعزز ويحافظ على كل التراكمات السابقة لان اي خسارة في هذه المرحلة وفي هذا العمل بالذات غير مقبولا اطلاقا بل غير مسموح بها لامن هيئات المجلس الانتقالي ولا من النخب السياسية ولا من شعب الجنوب ولا من ارواح الشهداء، والارامل والايتام والثكالى.
ان خطوة المجلس الانتقالي الجنوبي في موقفه السياسي نجاة التحالف الدولي في جنوب البحر الاحمر خطوة ذكية ومحسوبة له ينبغي استثمارها استثمار جيد بهدف تعزيز قواته البحرية ومكانته الدولية وتعزيز مكانته في المفاوضات السياسية القادمة وحماية الملاحة الدولية وتعزيز سيادته على مضيق باب المندب وتحسين العمل في ميناء عدن وتعزيز قواته و تحصيناته في حدود الجنوب الدولية
لقد كنت ولازلت اكرر موضوع مهم طرقته اثناء التحضير لقيام المجلس الانتقالي واعداد وثائقه ثم بعد قيام المجلس واثناء التدقيق في الوثائق واعداد الاستراتيجيات اننا لن نقبل ان نوصل شعبنا الى يوم الخلاص بوم الاستقلال واستعادة الدولة وهو مريض وحامل لامراض الماضي بمشاكله و اخفاقاته التي دفع ثمنها غاليا ولا نوصلهم جثث هامدة بسبب ضنك العيش وحينها لا يقؤون على الحفاظ على هذا الاستقلال وبناء الدولة الجنوبية المنشودة لهذا فقد كان من الاهداف المعلنة لحكومة المناصفة هو تحسين خدمات ومعيشة الشعب ولكن للاسف الشديد فان الوضع على هذا صعيد ليس كما كان مأمول ، ومع ذلك يجب ان ندرك ان البلاد في حالة حرب والموارد معطلة و علينا النظر الى ما الت اليه الاوضاع في سوريا والعراق وليبيا ومصر وفلسطين وغيرها والجنوب ليس حالة استثنائية ولكن كل ذلك لا يبرر ان تتدهور حياة الشعب الخدمية والمعيشية، ولا ننسى ان هذا التدهور ياتي في اطار حرب الارادات ومحاولة كسر الارادة السياسية الجنوبية في حريته وكرامته واستعادة هويته وسيادته على ارضه وبناء دولته من خلال الخدمات ومستوى المعيشة وان المشاركة في الحكومة لم يكن عامل مساعد على هذا التدهور بالعكس تمام كان مهم للحد من الفساد والتدهور وعدم ترك الحبل على القارب للطرف الاخر في حرب الخدمات والمعيشة ضد شعبنا صحيح ان التواجد في الحكومة لم يمنع كل ذلك العبث لكن لو ان الحكومة تركت للطرف الاخر كاملة لكان الوضع اسوا مما هو عليه اليوم
ان المجلس الانتقالي الجنوبي ليس حزب سياسي يترك الحكومة تغرق في اخفاقاتها و يناضل من اجل اسقاطها وصعود حكومة جديدة كما تفعل احزاب المعارضة والتي تساعد احيانا على التدهور نكاية بالحزب الحاكم لتفوز في الانتخابات او كما كنا نفعل في الحراك الجنوبي اثناء العصيان المدني بل ان المجلس الانتقالي هو حامل لقضية شعب الجنوب قضية فشل وحدة 22 مايو 90 م و يناضل من اجل استعادة دولة الجنوب فلا ينطبق عليها ما يجري في دول الديمقراطيات وفي اطار الدولة الواحدة اما حاكم او معارض وعلينا ان نعي هذه الحقيقة تماما ومن حقنا كشعب ان نطالب الجنوبيين الممثلين لنا في حكومة المناصفة بتحسين أدائهم في تحسين معيشة وخدمات شعبنا لانهم في هذه الحكومة يمثلونا كونها مناصفة جنوبية شمالية ولا يمثلون انفسهم او أحزابهم وتحسين اداء الحكومة واذا كان هناك من يغادر هذه الحكومة فهو النصف الشمالي