- الرئيسية
- مقالات
- عندما تكون المسافة صفر
عندما تكون المسافة صفر
2023-12-04 16:02
د.علوي عمر بن فريد العولقي
- إسرائيل بكل أسلحتها المتطورة ودباباتها الأسطورية، وقبتها الحديدية عاجزة تماما عن وقف مقاومة الشعب الفلسطيني، وليس لديها قدرة على الوقوف بوجه عنفوان المقاتلين على الأرض، فمن يقاومون يدافعون عن حقهم في الحياة، ويؤمنون بحقهم في مقاومة محتلهم، يخرجون من بين أنقاض المنازل المهدمة، يتصدون لجنود الاحتلال بصدور عارية، يصلون دبابات عدوهم مشيا، يزرعون الألغام على سطحها، ويمضون بعيدا يشاهدون انفجارها ويرون قوة إرادة هذا الشعب الذي لا يمكن قتل فكرة التحرير لديه.
- مسافة الصفر، تعني أن المحارب الفلسطيني له القدرة على قصف الآلة الحربية الإسرائيلية، أو الجندي الإسرائيلي على مسافة صفر متر. هذا أمر عادي إذا ما اعتبرنا طبيعة مكان المعركة التي تدور في الشوارع والأزقة والحارات، والتي يخبرها أهل غزة، وأيضا طبيعة الآلات الحربية للجيش الإسرائيلي، التي تسمح بالاقتراب منها دون إثارة انتباه من بداخلها.
- دانت حركتا المقاومة الإسلامية حماس و الجهاد اعتزام بريطانيا تسيير طائرات مراقبة فوق غزة واعتبرتا ذلك مشاركة مباشرة في حرب "الإبادة الجماعية" الإسرائيلية ضد القطاع والمجازر المرتكبة فيه.وقالت حركة حماس -في بيان على منصة تلغرام أمس الأحد- إن "إفصاح بريطانيا عن نية جيشها تنفيذ طلعات جوية استخبارية فوق قطاع غزة يجعلها شريكة مع الاحتلال الصهيوني في جرائمه، ومسؤولة عن المجازر التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني".
- أكدت لنا الحرب على غزة تضامن الرأي العام في كثير من بلدان الغرب في مخاصمة واضحة لحكوماتهم، أو على أقل تقدير في انقسام واضح داخل بعض البلدان، كما في فرنسا، والولايات المتحدة، وكندا وبريطانيا. هذه الظواهر والديناميكيات تدعونا للتساؤل حول مستقبلها على المستوى العالمي في ظل ما يوحدها من مفاهيم؟ وما علاقتنا نحن في المنطقة بهذه الظاهرة في ظل ضعف تنظيمي وغياب أطر فكرية وتحليلية تسمح لنا بإدراك المشترك بين هذه المكونات في انعكاسه على واقعنا العربي؟ وأخيرًا وليس آخِرًا؛ ما تأثير هذا الحراك على إعادة اكتشاف الإنسانية المشتركة في ظل ما جرى من انتهاك للقيم التي تأسّست عليها، والمعايير المزدوجة التي اتبعها كثيرٌ من الحكومات الغربية؟
- ليست غزة أجمل المدن.... ليست شواطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية... وليس برتقالها اجمل برتقال على حوض المتوسط... وليست غزة اغنى المدن.. وليست أرقى المدن.... ولكنها تعادل تاريخ أمة كما وصفها محمود درويش.
د. علوي عمر بن فريد