أهداف الحرب على غزة :
هناك لعبة سياسية تجارية لا ترى بأساً في قتل الأبرياء من أهل غزة طالما الغاية تبرر الوسيلة! ولكن الصينيين لهم رأي آخر مستمد من حكمة أطلقها الفيلسوف صن تزو في كتابه «فن الحرب»: «يجب على القائد في الحرب ألا يطيل أمدها لأنها تصبح نزيفاً جارحاً لقواته»
عندما يتحدّث “أدرعي ” عن أنّ مقاتلي حماس “بلا ضمائر”، فذلك يعني أنّ جيش الاحتلال يملك ضميرا حيّا ويحارب مقاتلي حماس فقط على الأرض، ولا يقصف الأطفال والنساء والمسنّين والمرضى والنازحين، ولا يدمِّر البيوت والمستشفيات والمدارس ومراكز “الأونروا” على رؤوسهم، ولا يرتكب المجازر وأعمال الإبادة وجرائم الحرب، ولا يمارس عقابًا جماعيًّا فاشيًّا بحقّ 2.3 مليون فلسطيني بحرمانهم من الغذاء والدواء والكهرباء والماء والوقود، باستثناء كميات قليلة، ولا يقصف المخابز لحرمانهم من الخبز والآبارَ وخزانات المياه ليحرمهم من المياه النقية ويُجبرهم على شرب المياه الملوَّثة أو الرحيل إلى مصر…!
و نسأل أدرعي : هل بقي لديكم ذرة من ضمير بعد أعمالكم الدامية والمروعة في غزة ؟!
الفكرة جاءت من أنفاق فيتنام وسلاح المقاومة الفتاك في الظهور خفية داخل خطوط العدو (الأميركي) وتكبد قواته خسائر مفاجئة وغير قابلة للمواجهة، «وكأننا نقاتل أشباحاً...»، قال جنرال فرقة الـ25 المشاة الأميركي سنة 1965. حرب الأنفاق كانت نقطة تحول مهمة في تاريخ فيتنام. ساعدت بشكل أساسي على حفظ وحدة فيتنام الشماليّة الداخليّة أكثر، مع السماح لهم بالقتال والمقاومة بشكل مستمر، فساعدت على إطالة أمد الحرب وزيادة التكاليف والخسائر الأميركية حتى انسحابها في نهاية المطاف في عام 1972، والانتصار النهائي لجمهورية فيتنام في عام 1975، حيث جرّت أميركا أذيال خيبتها.
ورغم الثمن الباهظ والموجع والدم الطاهر الذي سال على تراب غزة أثبت أن الشعب الفلسطيني الشجاع تحمل تلك الحرب الطاحنة وقاوم الاحتلال الصهيوني وتمسك بأرضه وكانوا أشبه بالجبال الراسيات ورد كيد العدو الى نحره .
د . علوي عمر بن فريد