- حقيقة ما يجري في غزة ويُخطَّط له هي التهجير القَسريُّ لسكَّانها وتدميرُ المستشفياتِ والقضْمُ التدريجيُّ للمباني السَّكنيَّة بنَسْفِها على رؤوس ساكنيها إحدى الوسائل لتفريغ القِطاع من أهْلِه، حيث الباعة والشركاء في المُخطَّط يستعدون لإقامة مستشفيات خارج غزَّة لعلاج المُصابِين أو ترحيلهم إلى دوَل تتشارك المُخطَّط، وهذا يعني عدم إمكان عودة هؤلاء إلى قِطاع غزَّة، أو محاولة تدجينهم وتوظيفهم عملاء، كما حصلَ مع السوريِّين الَّذين هُجِّروا قَسْرًا وجرَى تدجينُهم والزَّجُّ بهم في التنظيمات الإرهابيَّة لِيكونُوا رماحًا تنحر الوطن السوريَّ.. حقًّا لا ينحر الأوطان مِثل خوَنَتُها للأسف الشديد. وكما وجد مِنَ الباعة مِنْ قَبل أنْفُسَهم في مزابل التاريخ تطاردهم وصمة العار، سيجدُ مَنْ بعدهم المصير ذاته،
- المخابرات الإسرائيلية التي قيل لنا إنها تعرف أسماء مواليد طرابلس، ومقاسات أحذية شعب البحرين، إنما هي مجرد أضحوكة، فقد دخل المقاومون معاقلهم، وتفنّنوا اعتقالا وإذلالا لجنودهم، ومرّت أيامٌ طويلة من العدوان، وما عرفوا أين هم المقاومون ولا أين هم أسراهم، على أرض لا تزيد مساحتها عن 365 كلم مربع وتأكدت الأضحوكة، عندما نقل هذا “الموساد” المدعم بالمخابرات الداخلية “شين بيت”، خزعبلات تواجد أبطال المقاومة في المستشفيات، فزاد الأضحوكة، مهازل، وجرّ معه إلى المسخرة الولايات المتحدة الأمريكية التي أدركت بأن “الشرطي” الذي وضعته في الشرق الأوسط قد يطلق على نفسه وعليها الرصاص وهو لا يدري، بعد أن حكى لها عن الرضّع اليهود مقطوعي الرأس، وأتبعها بثياب عسكرية وكاميرات، زعم بأنه وجدها في المشافي، ولم يجد صواريخ ياسين ولا أسراه.
- كفاكم كذبا، كفاكم تدليسا، فكل مرافعاتهم عن حقوق الانسان ذهبت واختفت وتلاشت امام مجازر غزة التي يرتكبها النازي الصهيوني ضد شعب بأكمله، وكل ادعائكم حول حقوق الطفل والمرأة والعمل والجندر والبيئة والسلام والعدالة والمساواة والشفافية وحق التعبير والحياد دستم عليها عند أول منعطف حقيقي.
كفاكم كذبا، فقد كشفت عوراتكم، وظهرت سوءاتكم، وتعرت مواقفكم، وسقطت اقنعتكم، وبانت حقيقة وجوهكم المتلونة، فأنتم شركاء في الجريمة، وأياديكم ملطخة بدماء اطفال ونساء غزة، كما يد القتلة الصهاينة.
- لا يبالون بصفقة القرن وشبيهاتها، لأن استرجاعها قضية عقدية، فالجراح تضمد والعدالة إيمان راسخ، والصمود والمقاومة إصرار. لأن الألم يسقى بدماء الشهداء وتحيي بذرة الأمل. لقد انكشف المستور، وتعرى العدوان وحلفاؤه، وسقطت أقنعة الديمقراطية، وفلسفة الأنوار، وحقوق الإنسان، وأحيت القضية الفلسطينية العظام وهي رميم. إن آلام النكبة والنكسة عوض بأمل طوفان الأقصى. والذي قام به شباب تربوا في أحضان الملحمة الفلسطينية، فالجوهر واحد، والأساليب تتغير بتغير الزمان والمكان والأجيال والمآل. الذين يحملون مفاتيح العودة والتحرر من براثن الصهيونية الغاشمة. لذلك من الواجب أن يرقى منسوب رضى دعم الشرفاء للقضية عالميا، ويتناغم مع رضى المسؤولية الوطنية للشعب الفلسطيني. وكلما تطورت القضية الفلسطينية كلما تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود على مستوى هذا الرضى إنهم يخوضون معركة الكرامة، فلا انكسار ولا مهانة.
- خلاصة القول فإن «غزة» التي لا تزيد مساحتها على 360 كيلو مترا وببضع آلاف من المقاومين..وبمليوني غزي ونيّف هم من غيروا وسيغيرون وجه العالم وليس أؤلئك الذين يخطّطون لمرحلة «ما بعد غزّة» وكأنّ الحرب قد حسمت، متناسين أنهم لو كانوا قادرين على الحسم لفعلوا، ولكن يد الله فوق أيديهم..وستسطّر بطولات وصمود المقاومة والغزّيين لشرق أوسط - بل لعالم جديد- بعض متغيراته والقادم أعظم.
د . علوي عمر بن فريد