1 - الحرب على غزة ليست سوى امتداد لحروب التاريخ، قبلها كانت العراق ودول عربية أخرى. غزة جزيرة مقاومة تذكر الغرب بماض يكرهه، يوم كان للمسلمين الكلمة اليد العليا. لا بد لهذه القلعة الصامدة أن تؤدي ثمن انهيار الخلافة الإسلامية وانحطاط المسلمين وعجزهم لما هم فيه من هوان. الغرب يثأر من تاريخ كان فيه خاضعا للشرق، وليس من الوارد أن ينتهي مما هو عليه، وكل وميض ضوء ينبعث من هذا الشرق المظلم يسارع لإطفائه ودفن مصدره. لقد حسم الغرب أمره منذ اللحظة الأولى، كان واضحا وصريحا، هكذا قال وكذلك فعل. بينما المسلمون لم يتجاوزوا بعد مرحلة الدهشة والذهول ولا نظنهم سيفعلون ذلك قريبا. إلى ذلك الحين ستظل غزة ومثيلاتها تتجرع نصيبها من ثأر الغرب من التاريخ.
2 - المواجهة لا شك أنها ستطول بين الفلسطينيين وإسرائيل، والغرب يدعمها دون حرج، غاضا الطرف عن الجرائم التي تبث أمامه على قنوات التلفزيون والتي بلغت حتى الآن عشرة آلاف ضحية والحبل على الغارب كما يقول المثل. أمريكا ومن هم تحت هيمنتها، لا يتحرجون في ممارسة نفاق مكشوف لا شك أنهم سيجنون تبعاته السيئة على المدى المتوسط والبعيد. ففي الوقت الذي هبت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها لمواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قرر أن يتحدى غطرسة الحلف الأطلسي، واحتل أوكرانيا ليضع حدا لامتداد هذا الحلف الذي انسل عن طريق دولة أوكرانيا إلى عقر داره، ثارت ثائرة الغرب واستنكر الكل قتل المدنيين. جو بايدن وزعماء الحلف الأطلسي، لم يبق لهم سوى أن يذرفوا الدموع وهم يرون أبناء جلدتهم يقتلون ويهجرون. فهبوا عن بكرة أبيهم لمواجهة بوتين المجرم بالحديد والنار في نظرهم وفرضوا عليه عقوبات لم تفرض على رئيس قبله.
هذه الأحاسيس الإنسانية الجياشة، لم تتحرك لدى أمريكا وغيرها من دول أوروبا وهم يرون محرقة لا تقارن بمحرقة هتلر لليهود، ولا بمحرقة نيرون لروما، دون أن يتخذوا موقفا حازما يحمي الشيوخ والنساء والأطفال في غزة .
3 - الإبادة التي تقوم بها إسرائيل حاليا في غزة ستظل عارا لن يمحى، ما دامت السماوات والأرض، على جبين كل من بارك ما يفعله نتانياهو “الداعشي” الأول في العالم المتحضر. كل من كانت لديه استطاعة ولم يدن إرهاب إسرائيل سيحاسبه التاريخ، أما ناتنياهو فسيلقي به هذا التاريخ في مزبلته كما فعل مع العديد من سفاحي إسرائيل ماتوا ولم يعد يذكرهم أحد.
4 - العار، ان فلسطين وغزة اصبحت قضية البرازيلي والهندي والبوليفي والفلبيني والجنوب افريقي وذوو القربى يديرون ظهورهم للمقاومة وللشعب الفلسطيني الصابر والصامد.
مظاهرات باريس وواشنطن ولندن لربما لا يهتم الاعلام العربي كثيرا بها. لكنها ظاهرة وليدة في الرأي العام الغربي بحجمها و وشعاراتها، وخطابها، وحشدها.
أعداد متظاهري لندن وباريس وواشنطن فاق المشاركين في مظاهرات العواصم العربية، وفي لندن وصل عدد المتظاهرين الى مئتي الف شخص. ومتظاهرو لندن ليسوا فلسطينيين وعربا ومسلمين فقط، بل يلاحظ متظاهرون من جنسيات كثيرة، وإحدى الصحف البريطانية علقت على تنوع وتعدد جنسيات واصول وعقائد متظاهري لندن. وقلما تهتم الصحف البريطانية في مظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية، وتدعو الى وقف الحرب والابادة في فلسطين وغزة. اليوم الحرب ليست محصورة في مخيمات وشوارع واحياء وكنائس ومدارس ومستشفيات ومخابز غزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني ولا يعلم الا الله إلى أين سيمتد لهيبها ولا كيف ستنتهي ؟!!َ.
د . علوي عمر بن فريد