لاشك ان التاريخ سيدون هذه الحرب الظالمة التي تشن على الشعب الفلسطيني في أرضه وخاصة في غزة انما هي حرب تتدحرج منذ العام 1948 حتى اليوم وأهدافها وغاياتها افراغ فلسطين من أهلها وسكانها الأصليين العرب من البحر الى النهر ويدعم هذا التهجير القسري الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا
وفق الآتي :
كانت أوربا، وقد ذاقت ويلات الحرب العالمية الثانية، يمكن أن تكون أكثر شعورا بالكارثة، ولكن الضمير الأوربي الذي كان متأزما في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر لم يتحرك أدنى حركة مما يدل على أن ما ارتكبته أوربا من جرائم أَمَاتَ هذا الضمير الأوربي.. وأصدق دليل على موت هذا “الضمير” أنه بُعيد هذه الحرب تآمر الغرب كله فارتكب جريمة أبشع وأشنع هي طرد شعب من أرضه، وإخراجه من بيوته، وأعني الشعب الفلسطيني، وتسليم ذلك إلى عصابات استُجْلِبَت من أكثر من 100 دولة، ليؤسس هذا الكيانَ الهجين المسمى “إسرائيل”، لا حبا في اليهود، ولكن تخلصا منهم، إذ كان الغرب يسمي هؤلاء اليهود “الجراد الأصفر”.
هذه الحربُ الجهنّمية التي يشنّها الصهاينة على الأطفال والنساء في غزة، ستنتهي يوما كما انتهت حروبٌ سابقة شنّها الاحتلالُ على القطاع المحاصَر، ثم كان يوقفها في كلّ مرة حينما يشعر أنّه لم يعُد يحقّق شيئا غير تفاقم كراهية شعوب العالم له.. سيوقف الاحتلالُ هذه الحرب عندما تُثخن فيه المقاومة في المواجهات البرّية ويتأكّد بعدها أنّ استمرارها لا يعني سوى سقوط المزيد من جنوده بلا طائل، ويُثخن هو في الأطفال والنساء ليشفي غليله، مع أنّه يعلم أنه لا مجدَ في قتل الأطفال والنساء، بل كلّ الخزي والعار.
المعارك البرية الأولى في غزة تؤكّد الصمود الأسطوري لأشاوس المقاومة وتكبيدهم العدوَّ خسائرَ كبيرة، وحينما تتعاظم خسائرُه العسكرية والاقتصادية بمرور الوقت، ويتأكّد من هزيمته الحتمية، سيوقف الحربَ مرغَما، ويستقيل نتنياهو ويُسجن بتهم فسادٍ سابقة، وتُنشَئ لجنةُ تحقيق، وبعدها يكون تاريخٌ جديد قد بدأ يُكتب في المنطقة بأحرفٍ من ذهب، لأنّ نهاية الكيان تكون قد اقتربت وقد لا يُكمل عقدَه الثامن كما لم تكمله أيُّ دولةٍ يهودية سابقة عبر التاريخ.
مَهمَّةُ الإنسانية في أنحاء العالم العمل على “إحياء” هذا الضمير الإنساني الذي قتله الطمع الأوربي، والجشع الأوربي، لأنه سيأكل بعضه إن لم يجد ما يأكله أو مَن يأكله. ومن كان في مِرْيَةٍ مما أقول فلينظر إلى هذا التحالف الغربي بقضِّه وقضيضه لإماتة الشعب الفلسطيني في غزة، وتزويد المجرمين الصهاينة بالسلاح والمال.. إسرائيل من خلال ساستها الذين يعملون ليل نهار من أجل الضغط على دول الجوار العربي بفتح الحدود والسماح بدخول الفلسطينيين المعرضين للقتل والإبادة على مرأى ومسمع?العالم، دون أن يحرك ساكنا.
خلاصة الامر، رغم كل المشاريع الاقتصادية التحفيزية أو العسكرية الأمنية، لتهجير الفلسطينيين من غزة، أو من الضفة، منذ عام 1948، وحتى اليوم، والتي فشلت حتى الآن، أمام الصمود الإسطوري للفلسطيني والرفض العربي القاطع، لا تجد اسرائيل أمامها إلا خيار إبادة سكان القطاع وحصرهم في بقعة جغرافية تصل الى نصف مساحة القطاع حالياً من خلال دعوتها للمدنيين بالمغادرة الى جنوب القطاع، تحت ذريعة تقويض قدرات حماس العسكرية، أمام كل ذلك، يحتاج الصمود الفلسطيني المدعوم بحزم أردني مصري للتهجير القسري، الى دعم عربي وإسلامي ودولي واسع ?أكثر تأثيراً ليكون بمثابة الرد الحازم بكافة الوسائل على محاولات إسرائيل تصفية القضية الفلسطينية، على حساب دول الجوار.
د.علوي عمر بن فريد