الإخوة اليمنيون لم يلطشوا جغرافية الجنوب العربي وهويته فحسب ولكنهم لطشوا تاريخه ونسبوه إلى يمنهم المستحدث عام 1918 ويقول الرواة الاخباريون وكتب التاريخ أن ذلك الزمن كانت مملكة سبأ محصورة في مايسمى اليمن حاليا ( ارض الحبشة). وكانت مفردة العربية السعيدة مقصورة على أرض العرب الجنوبيين مملكة حضرموت الكبرى فاللبان والمر والصمغ والعطور ينتجون في ارض الجنوب بتسميتنا حاليا (ارض بونت Fleix. Arabia العربية السعيدة) وليس اليمن السعيدة كما يلطشه اصحاب اليمن السياسي..
وكانت الحالة بين سبا وهم قوم معانيين قدموا من الرها يعتقد انهم سومريين واقاموا مملكتهم في الجوف عام 525ق.م باسم مملكة معين وكانت مهمة هذه المملكة حراسة القوافل التجارية لمملكة حضرموت الكبرى وهي التجارة التي ذكرها الله في سورة قريش برحلة الشتاء والصيف ثم دخلت هذه المملكة في حرب مع مملكة كندة في شمال الجزيرة وانهزم جيشها وعاد إلى الجوف وانقلب سادن المعبد كرب ايل وتر على الملك معين الرهوي الثاني عام350ق.م وفي نفس العام غزا مارب التي سلخ ابناء واحفاد الملك سبا عليها اسم جدهم الملك سبا واسموها _ اي احفاد الملك سبا_ وغيروا تسمية مملكتهم من مملكة معين إلى مملكة سبا انتسابا إلى الارض.. ومعروف إن سبأ الاولى تاريخها قائم على الاسطورة ولم يصلنا منه غير القصص الاسطورية ..
وسبأ الثانية هم القوم الذي ذكرهم الله عز وجل في سورة سبا اصحاب الجنتين الذي كفروا بنعم الله وهم شعبن حمير وشعبن كهلن.. وسبا الثالثة القوم المعانيين الذي احتلوا ارض سبا وانتسبوا إليها سبئين ..
وكانت علاقات تلك الاقوام علاقات مضطربة وعلاقات حروب.. وقد كلفت لاحقا الامبراطورية الرومية ملك الحبشة بغزو الجزيرة عبر الهضبة الشمالية الغربية (مايسمى حاليا باليمن السياسي) على حدود مملكة حضرموت الشمالية الغربية واحتلوها واسموها ا ر ض / ح ب ش ت.. وهكذا التاريخ والجغرافيا وحقائقهما لاتسعف المزور اليمني المدعوم صهيونيا لتوظيف التاريخ وسرقته واسقاطه حسب الاطماع التوسعية لكل منهما.
الباحث/ علي محمد السليماني