الجنوب العربي والمؤامرة الكبرى لتغريبه
تعرض الجنوب العربي لأكبر خديعة لم يتعرض لها شعب في هذا الكوكب الارضي على مر تاريخه الزمني فلم يحدث أن تم تزييف جغرافية شعب وتاريخ شعب ولصقهما بجغرافية مجاورة ومعادية ونسب شعب إلى شعب مجاور وطامع كما حدث لجغرافية الجنوب العربي وتاريخ الجنوب العربي وطمسهما لصالح تسمية جهوية اليمن السياسي تلك التسمية التي ظلت هي الأخرى منذ1927 تعاني من احتكار تلك التسمية التي (نصبت) نفسها وريثة لها وتصدى لها بحزم الملك عبد العزيز في جنوبه.. واتجهت تلك اليمننة جنوبا في الجغرافية الرخوة بحكم وجود الجنوب العربي تحت الاستعمار البريطاني.
ان خديعة شعب الجنوب العربي التي وقع فيها منذ عملية (صلاح الدين وعملية كسارة البندق عام 1964) التي ساهمت فيها استخبارات إقليمية ودولية حتى تحقق هدف المؤامرة بتسمية دولة استقلال الجنوب العربي (بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية) ليقع قادة الاستقلال أنفسهم اول ضحايا عملهم الخاطئ هذا ودفع ويدفع ثمنها الجنوب العربي وشعبه العظيم حتى اللحظة الراهنة من هذه الكارثة التي مابرحت تلقي بجرائمها وحروبها المستمرة منذ عام1990..
أن منطق التاريخ والجغرافيا يفرض على الجميع مراجعة الذات وتصحيح الأخطاء وإعادة الاعتبار لجغرافية الجنوب العربي وتاريخه كدولة يمتد عمرها الزمني 5200سنة في عمق التاريخ المنقوش على الصخور منذ انتصار العرب الجنوبيون في ظفار الشرق وهزيمتهم للمعانيين عام3200ق.م مرورا بممالك الجنوب العربي بمختلف تسمياتها مملكة حضرموت الكبرى وفيدرالياتها (بتسميات عصرنا الراهن) مملكة اوسان ومملكة قتبان ومملكة النبط ثم مملكة ذو ريدان حمير الكبرى وممالك ذو يزن الأولى والثانية والثالثة وسلطنات الجنوب العربي من شرقه الى غربه وجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ثم الديمقراطية الشعبية ووصولا إلى الكارثة 22مايو1990 ثم الاحتلال الكامل منذ7/7/94 وماتلاه من حروب أهمها حرب2015 وغزوة خيبر 2019 وماحدث في تلك الحروب ومابعدها من قتل ونهب واقصاء وتهميش وحصار شمل مختلف مجالات الحياة حتى وصل إلى قطع الكهرباء والمياه وسد المجاري وقطع المرتبات ومنع الإغاثة الإنسانية والى سيول الحوثي والإصلاح البشرية الأخيرة في صنعاء ومأرب وما تضمنتها من تهديدات للجنوب العربي ولدول الاقليم.
الباحث/علي محمد السليماني