وخزة….
أية شراكة أو غربلة سياسية سيدخلها المجلس الانتقالي الجنوبي مجددا مع هذه القوى والأحزاب -حتى وأن تقلد منصب رئيس الحكومة أو حتى رئيس جمهورية- أو سواها من مغريات المناصب في دولة "وهمية افتراضية" قبل أية تسوية سياسية نهائية عادلة وواضحة حيال القضية الجنوبية تتم وفقا لقناعات الاغلبية الساحقة من الجنوبيين وبعيدا عن الخرافة البالية المسماة بالمرجعيات، او على أقلها قبل انتشال الأوضاع المعيشية والخدمية فهذا سيعني فقدان الانتقالي مزيدا من الشعبية وإضعافا لهذه القضية وتضحياتها ومشاركة- بقصد أو دون قصد -في إعادة إنتاج وضع ما بعد حرب ٩٤م.واخفاقا صريحا في تحويل الانتصار العسكري الى مشروعٍ سياسي ووطني ينتصر للقضية الجنوبية.
فالانتقالي الجنوبي يوشك أن يستنفذ من كنانته مبررات شراكته مع هذه القوى بل لقد استنفذها فعلا منذ الشهر الأول من شراكته الاولى باتفاق ومشاورات الرياض على التوالي، وبالتالي لم يعد في جعبته شيئا من مبررات منطقية تقنع الناس أو حتى تخوفهم من أن الجنوب في حال تلمس طريقا آخر سيخسر نعيم التحالف أو سيخرج من رغيد جنة المناصفة، فلم تربح الناس المسحوقة شيئا حقيقيا ملموسا يستحق الخوف على ضياعه على كل الصُعد، بعد أن تساوى عندهم الموت والحياة، جرّاء قهرهم وإذلالهم بلقمتهم وبمتطلبات بقائهم على قيد الحياة بكرامة بسبب شراكة سياسية غير محسوبة مع قوى واحزاب مخادعة لا ترعى عهدا، و مع تحالف خليجي لئيم لم يفِ بأي وعد.
..... فثمة طبخة سياسية ملوثة تفوح عفونتها في الأرجاء.
*- صلاح السقلدي