تتوالى السنوات، وتدور عجلة الزمن، وتتقادم الأحداث وتتتابع الحوادث وتظل ذكرى استشهاد ابو اليمامة، كذكرى لمحاولة اغتيال النقاء والشجاعة والوفاء والصدق والوطنية والإباء، وكل القيم الأصيلة التي تجسدت في ذلك الجسد النحيل والقامة المتوسطة، والروح الابية والسحنة المكتظة بكل معاني الأمل بالمستقبل والإيمان بالحق. والتشبث بالحقيقة.
نعم لقد توهم القتلة أنهم بفعلتهم الجبانة البشعة هذه قد اقتلعوا تلك القيم النبيلة والمثل السامية، التي كرسها الشهيد ابو اليمامة، وأن اسم أبو اليمامة سينطفئ من الوجود، لكنهم اكتشفوا أنهم كانوا واهمين، حيث برهنت الأيام أن أبا اليمامة قد تناسل منه الآلاف على طول وعرض الجنوب، وأنه يزداد حضوراً وانتشاراً مع كل ذكرى ليوم اغتياله.
فإذا كان القتلة قد نجحوا في تغييب ذلك الجسد النحيل، فإن روح أبي اليمامة تظل حاضرةً في وجدان ملايين الجنوبيين، من خلال الاستماتة في التمسك بالقضية التي استشهد من أجلها منير، والإيمان بالمبادئ والقيم التي جسدها الشهيد في حياته.
فنم قرير العين شهيدنا الخالد، فإن شعبك الذي ضحيت بروحك ودمك من أجله لن يتنازل قيد أنملة عما آمنت به وسيمضي على دربك وفياً مناضلاً حتى تحقيق النصر واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كل أرض الجنوب.
لروحك المجد ولذكراك الخلود
ولا نامت أعين الجبناء.