تدخل دول الجوار في الأزمة والحرب اليمنية تحصيل حاصل سواء بتكليف خارجي أو طلب داخلي أو حتى اطماع توسعية المهم انه واقع موجود ومشاهد وكل ذلك بحجة محاربة المد الفارسي الذي وصل إلى صنعاء عبر جماعة الحوثي، لكن خلال ثمان سنوات حرب متواصلة لم يتحقق ذلك الهدف إنما زاد جماعة الحوثي قوة وخصومها ضعف.
دول التحالف تبحث عن مخرج طوارئ ينقذها من مستنقع اليمن وهذا ليس قولنا إنما قول معظم المحللين السياسيين في العالم.
التحالف موجود على الأرض وظاهر للعيان في الجنوب وسيطرته واضحة وضوح الشمس لكن بين حين وآخر يظهر تباين بين الحلفاء في كيفية التحكم في سلطة المحافظات الجنوبية بتدخل مباشر من أحدهم مما يغيض الطرف الآخر.. وفي الآونة الأخيرة بات واضحاً دعم سعودي لإنشاء احلاف قبلية ومجالس في الجنوب تابعة لها يظهر صورة واضحة للتنافس بين تلك الدول للسيطرة على الجنوب! ممكن ان هذا الكلام لن يرضى البعض لكنها الحقيقة المرة التي يعيشها شعب الجنوب.
من يشكك في ذلك عليه البحث عن أي تنمية في تلك المحافظات وماذا قدمه التحالف للشعب "غير كراتين التمر وقطم الأرز لأن تلك ليست تنمية ولادعم بل تصنع شعب اتكالي ينتظر متى يأتي دوره لاستلام مخصصه الذي لايتجاوز عشرة دولارات للاسرة".
نحن نقدر ماقدمه التحالف في محاربة الحوثي في الجنوب لكن منذ 2015 لم يعد له أي وجود في الجنوب وكان الواجب على السعودية والإمارات ان تبدأ بإعادة الأعمار وبناء ما تدمر خلال الحرب ولكن بدلاً من ذلك شكلوا مكونات واحلاف ومجالس متخاصمة فيما بينها وكأنهم يقولون" لم تنتهي الحرب بعد" ولابد من جولات حرب أهلية جنوبية لتمديد البقاء في هذه البلاد المتعوسة والمنحوسين أهلها.
هنا لابد من القول ان تفريخ تلك الأحلاف سيظر بمن وقف خلف تشكيلها "مثله مثل النافخ في الرماد اما أعمى عيونه أو وسخ ثيابه".
ولو تعمد تجويع هذا الشعب ليقنع بالقليل ويقبل تمرير اي شيء فإنه واهم وإن الرماد الذي ينفخ فيه سيعمي عيونه بالتأكيد لأن الشعوب لا تفنى ولا تنسى ولكن تتغاضى وتتعامى لتصل إلى أهدافها.
عبدالله سعيد القروة
١ أغسطس ٢٠٢٣م