مازال الجنوب يعيش حالته النضالية الهادفة إلى استعادة دولته المستقلة دون فتور أو تردد ، نعم الحالة المعيشية الصعبة التي ألمت به قد كانت كبيرة جدا وقد قضت على أشياء كثيرة يفترض توافرها على الدوام كونها من اساسيات حياة المواطنين التي بوجودها يستطيع المواطن الجنوبي التمتع بحياة أفضل وآمنة ، لكن ورغم سياسات التجويع المتتالية التي مورست ضده إلا أنها لم تستطيع خذلانه عن مواصلة نضاله نحو تحقيق اهدافه الوطنية ، ومازال هذا الشعب الجنوبي العظيم يرنوا إلى المظاهرات الشعبية الثورية في مراحل نضالية قادمة إذا تطلب الامر ذلك ، ومازال متحسما وقادرا على الاستمرار في رفع الصوت بشعارات الثورة والهتف بثورة ثورة ياجنوب حتى استعادة دولته الجنوبية المستقلة ولن يثنيه عن ذلك شيئا من مكدرات الحياة المعيشية .
هناك بعض المؤشرات التي تدل على أن حل قضية الجنوب يقترب في أن يكون أمميا عبر منظمة الأمم المتحدة ، ففي لقاءات عدة مع الرئيس القائد عيدروس الزبيدي قد أشار إلى ذلك ، ففي ندوة "بتشانام هاوس " اكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي ينتهج سياسة مدنية معتدلة ، وملتزم للمجتمع الدولي والإقليمي بأحترام القوانين والمواثيق الدولية في نضالاته لتحقيق تطلعات شعب الجنوب ، وأن الجنوب لن يقدم على أي أجراءات أحادية لإعلان الاستقلال وسيعمل على تحقيق ذلك من خلال عملية سلمية تحت أشراف الأمم المتحدة .
وأيضا في لقاءه مع قناة BBC في برنامج بلاقيود ، فقد قال الرئيس الزبيدي أنها توجد ثلاثة خيارات في حال حدث استفتاء وسيترك الخيار للشعب الجنوبي في تقرير مصيرة ، الاستمرار في الوحدة ، أو في دولة اتحادية أو العودة إلى حدود الدولة الجنوبية ، هناك من حاول تأويل ذلك على أنه تراجع من القائد عيدروس الزبيدي عن مطلب فك الارتباط وانه يريد تحميل الشعب الجنوبي تبعات ذلك التراجع ، والحقيقة أن الرئيس القائد عيدروس الزبيدي وهو يشير إلى تلك الإشارات أو الخيارات لم يكن تراجعا منه عن مطلب فك الارتباط ، وأنما كانت إشاراته تلك عن علمه ومعرفته الأكيدة أن هناك ترتيبات دولية لحل قضية اليمن عامة والجنوب خاصة عبر منظمة الأمم المتحدة وأن تلك الترتيبات ستفضي إلى استعادة دولتي الجنوب والشمال المستقلتين وبحدودهما قبل العام 1990م ، وما تلك الخيارات التي أشار إليها الرئيس الزبيدي إلا سبل يمكن أتخاذها لتوثيق وتعميد تلك العودة لدى الامم المتحدة .
مما هو مؤكد لدى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي ومقتنعا به هو أن تلك الحلول الأممية الدولية لم تكن لتأتي هبه من المجتمع الدولي وأنما أتت نتيجة للسيطرة السياسية والعسكرية الجنوبية على محافظات الجنوب التي لم يبقى منها غير وادي وصحراء حضرموت ، وان تلك السيطرة الجنوبية التي هي في طريقها إلى تحرير وادي وصحراء حضرموت هي التي اجبرت الأمم المتحدة على أن يكون حل قضية الجنوب أمميا ، وأن من إيجابيات أن يكون حل قضية الجنوب أمميا هو قطع الطريق على دول الجوار من استمرار التلاعب بقضية شعب الجنوب أومحاولتها تقسيم الجنوب من خلال تبنيها أنشاء مجالس سياسية هنا أو هناك طمعا في أراضي وثروات الجنوب كمحاولة يائسة منهم للضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي الذي وهو يناضل من أجل استعادة دولة الجنوب المستقلة يصر أن تكون تلك الاستعادة كاملة السيادة الجنوبية كما كانت من قبل .
*- عادل العبيدي