فشل إقليمي ودولي.. السلام بعيد المنال في اليمن

لو نظرنا إلى الأسباب التي أدت إلى الحرب في اليمن ، لوجدنا أنها القضية الجنوبية والصراع على الثروة والسلطة ، هذه هي الأسباب التي جعلت الحرب مستمرة ، لكن لو نظرنا إلى الحلول التي يطرحها الجانب الدولي والإقليمي ، لوجدنا أنها لا تمت بصلة إلى الأسباب التي سببت الحرب .

فمثلا حل عودة الشرعية اليمنية إلى صنعاء ، هذا الحل ليس حلا لقضية الصراع على الثروة والسلطة ، بل تأجيجا له ، لأن لا الحوثيين عندهم شرعية ، وفقا لدستور الجمهورية اليمنية وقوانينها ، ولا حكومة الشرعية اليمنية عندها شرعية ، وفقا لدستور الجمهورية اليمنية وقوانينها.

لقد فشل الجانب الدولي والإقليمي ، في إعادة الشرعية اليمنية إلى صنعاء بالقوة ، وهو اليوم يحاول ، أن يخلق شرعية من سلطتين غير شرعية ، ولا أعتقد أن هذا الحل سينجح ، لعدم شرعية الطرفين وعدم تجانسهما ، إلا في مسألة إستمرار إحتلال الجنوب .

كما أن هناك القضية الجنوبية ، التي يؤجل حلها عام بعد عام ، والتي ليس لها من حل ، سوى "إستعادة الجنوب على حدود ما قبل عام 90" ، والذي لم يكن موضع التنفيذ بعد ، إن هذه المعطيات تقول لنا ، إن السلام في اليمن لا يزال بعيد المنال ، وأنه لن يحقق ، إلا باستعادة الجنوب على حدود ما قبل عام 90 ، وإنتخاب رئيس وبرلمان شرعي في الشمال وفي الجنوب ، من خلال صناديق الاقتراع .

*- سالم صالح بن هارون