أتشرف بتمكني من إنجاز أول ملف صحفي موثق بصور ميدانية وروايات لأولاد وأقارب وقادة عسكريين وزملاء لوزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي، معززة أيضا بسرد ميداني لما حصل، كما يرويها حارس شخصي كان معه حتى آخر طلقة قبل الأسر ولكنه نجا من آسريه بأعجوبة.
وجميعهم يكشفون تفاصيل لم تنشر إعلاميا من قبل، حول واقعة أسر الوزير الصبيحي ورفيقيه ناصر منصور وفيصل رجب، قرب جسر الحسيني بلحج بمارس ٢٠١٥م..
هنا.. وهكذا أسر الوزير الصبيحي ورفيقيه!
على رمال هذه الصحاري الترابية الواقعة قرب جسر بساتين الحسيني اللحجية الشهيرة،أسر اللواء محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع ورفيقا نضاله البطولي اللواء ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب قائد اللواء 19 مدرع، صبيحة ال25 من مارس عام 2015 بعد لحظات قليلة على لقاء ثلاثي عابر جمعهما على بعد خطوات قليلة من النقطة الرئيسية لمحافظة لحج، بعد ان وصلها الوزير الصبيحي على رأس قوة حمايته الشخصية المعتادة وترجل من سيارته للقاء باللواء فيصل رجب، تزامناً مع وصول اللواء ناصر منصور هادي،الشقيق الأكبر للرئيس عبدربه منصور هادي ومرافقيه من جهة طريق مناصرة لحج شرقاً،وانضمامه إلى ذلك اللقاء المستعجل على جانبي الطريق الاسفلتي الرئيسي (عدن- تعز- صنعاء)العابر وسط رمال متحركة..
أول ملف صحفي حصري
ماجد الداعري
انتشر العشرات من مرافقي القيادات العسكرية وتوزعوا في محيط أرجاء مكان رملي مفتوح تحسبا لأي طارئ أمني قد يحدث للقادة الثلاثة، رغم اطمئنان الجميع حينها الى أن الزحف الانقلابي المليشياوي نحو العاصمة عدن، مايزال بعيداً عن هذا المكان المحاط لحظتها بمؤامرة كبرى تجاوزت حدود التفكير العسكري المحنك لدى اللواء الصبيحي، وتجاوزت أبعاد اليقظة الأمنية لدى رفيقيه ناصر ورجب..ولذلك كانت الصدمة المؤلمة الناجمة عن كمين محكم نصب للجميع وبدأ باطلاق وابل من النار فجأة نحو الجميع ومن خلف ظهورهم لتتوالى بعدها فصول خيانة وطنية كبرى غير مسبوقة في التاريخ العسكري اليمني والجنوبي على وجه الخصوص،وكماوصف العميد محمد عبدالله الشامبا قائد اللواء 15 مدرع سابقا واقعة أسرهم ،التي وصفتها مصادر سياسية بالمستغربة والمسكونة بالغموض نتيجة التجاهل الرسمي المثير للجدل من قبل الحكومة الشرعية ورئاسة الجمهورية التي لم تكلف نفسها يوما،حتى باصدار بيان تضامني مع أولئك القادة الأسرى أوحتى توجيه وسائل الاعلام الحكومية للتفاعل الايجابي مع أوسع حملة تضامن شعبية مستمرة ومتفاعلة مع تلك القيادات العسكرية البارزة القابعة للعام الثاني في زوايا معتقلات الأسر المليشياوي للانقلابيين ولم تكلف نفسها حتى اليوم،أي جهد انساني يذكر في تقديم عرض لتبادل الاسرى مع الانقلابيين يضمن الافراج عنهم بعد فشل كل القرارات الأممية والمطالبات الدولية الصريحة بخصوص ذلك.وفق تأكيد المصادر.
#الشامبا:الصبيحي قائدا عسكريا محنكاً لايتكرر وتعرض المؤامرة!
أشاد العميد محمد عبدالله الشامبا ، قائد لواء سابق وأحد ابرز مرافقي الوزير الصبيحي في العديد من المعارك،بالكفاءة والوطنية والشجاعه التي يمتاز بها اللواء محمود الصبيحي الذي قال أنه يعرفه حق المعرفة ويتشرف بانه كان أحد أبرز القادة المرافقين به في الكثير من المعارك والتحركات العسكرية وخاصة بأبين خلال الحرب على القاعدة وماتلاها من تحديات.معبرا عن حزنه وصدمته بذلك النبأ الذي وصله عن أسر رفيقه اللواء محمود الصبيحي ومن معه من قيادات، رغم تأكيده أن ذلك أمرا طبيعيا وخيارا مطروحا في اي حروب.
وأكد الشامبا في تصريح لـ"أخبار حضرموت" أن عملية الأسر تمت بعد الالتفاف التآمري المباغت للحوثيين من جهة مصنع البردين وحتى وصولهم لمكان الأسر.مؤكدا ان الصبيحي قائدا عسكريا محنكا واستثنائيا لايتكرر.
#ماقبل الأسر بلحظات!
قبل لحظات من واقعة الأسر التآمرية المفاجئة، أعطى وزير الدفاع توجيهاته العسكرية لمن حوله بالتفرق وتدبير أمور نجاتهم بأنفسهم،وخاصة بعد نفاذ الطلقة الأخيرة من سلاحه وكل من حوله في تلك المواجهة الشرسة التي سبقت نجاح العدو في تعزيز كمينه بسرعة الالتفاف المخادع على المكان والانتشار على مساحات واسعة وبأعداد كبيرة تتجاوز قوام الكتيبتين المعززتين بمختلف اسلحة القتال الرشاشة والمتوسطة ،قبل أن تبدأ مواجهة مباشرة مع مرافقي القادة،استمرت زهاء ربع ساعة، تمكن بعدها الأوغاد من الايقاع بثلاثي القيادة العسكرية الجنوبية الممثلة بالصبيحي ومنصور ورجب،بعد أن نفذت منهم ومرافقيهم آخر طلقات نارية كانت بحوزتهم ،واستحال عليهم جميعا حينها، الحصول على أي إمداد عسكري بالذخيرة أو تعزيزات، تمكنهم من الصمود والمواجهة مزيدا من الزمن.وفقا لتأكيد الحارس الشخصي للوزير عبدالله أحمد سعيد الصبيحي الذي أكد أنه رأى اصابة العميد فيصل رجب في تلك الاشتباكات ومن شهامة ومواقف وزير الدفاع أنه وقف الى جانبه في محاولة لاسعافه ورفض أي محاولة للانسحاب وتركه يعاني في ارض المعركة.
#معركة غير متكافئة ولا متوقعة
سيطرت لغة الرصاص بضع دقائق على أجواء المكان المفتوح الذي شهد واقعة أسر وزير الدفاع ورفيقيه، بعد أن عم رعب الاقتتال كل أرجاء المكان وقلوب من كانوا فيه،حسب تأكيد المرافق الشخصي للوزير الصبيحي ، وقبل أن تنتهي تلك الامور المربكة،إلى عملية الأسر ومعهم جريحين من مرافقي اللواء الصبيحي كان أحدهم ينزف دمه بغزارة واقتيد قبلهم بلحظات نحو قاعدة العند،بعد أن تأكد من وقوع القادة الثلاث الأبطال فجأة في شباك الأسر المحير لدى الانقلابيين،وعلى غفلة من زمن الحكومة الشرعية بعدن، ووفقا لخطة تآمرية محكمة يصعب حصر أبطالها أو تسمية المتواطئين والمتورطين فيها,لتبقى عشرات الأسئلة معلقة في اعماق القهر تبحث عن مجيب حول كيفية التقدم المباغت يومها لقوات العدو الحوثيعفاشي وتجاوزها بساتين الحسيني بتلك السرعة ودون معرفة أحد من قيادة الدولة أو تلقيها بلاغا أمنيا يفيد عن تلك التحركات العلنية المعززة بأنواع مختلفة من الأسلحة الرشاشة والمدفعية المحمولة على متن عدة مدرعات وأطقم عسكرية بهدف تنفيذ تلك الخطة الجهنمية بحق القادة الثلاثة.
لم تكن معركة الأسر المفاجئة،معركة متكافئة أوحتى متوقعة من قبل القادة الأسرى في أقبية المصير الانقلابي المجهول للعام الثاني على التوالي.كونها بدأت بهجوم مباغت استهدف انهاء لقاء عابر كان يجمع لحظتها الوزير الصبيحي بمنصور ورجب، على عجالة جانبي الطريق الرئيسي الواصل بين عدن وقاعدة العند الجوية التي كانت قبلة توجههم لاستكمال عملية ترتيب الاوضاع العسكرية وتفقد القوات المرابطة في المواقع والمعسكرات المنتشرة على تخوم مناطق التماس الحدودية مع جحافل المليشيات الانقلابية المتجهة مجدداً،بكل قوى حقدها،وجنون أطماعها،نحو استعادة احتلالها العسكري للعاصمة عدن :
#القائد الداعري:نشعر بالمهانة والنقص في الجيش الوطني اذا لم يتحرر وزير الدفاع
وبدوره أشاد العميد الركن/ محسن محمد حسين الداعري قائد اللواء14 مدرع،حرس جمهوري سابقا بمأرب بحنكة وكفاءة ووطنية اللواء الركن محمود أحمد سالم الصبيحي وزير الدفاع،وأكد أنه أسر،بعد أن قام بواجبه الوطني دفاعا عن الوطن والشعب وشرفه العسكري، وقاتل في ميدان الشرف والبطولة حتى أسر، وأكد القائد الداعري،في حديثه لـ(أخبار حضرموت) إلى أن كل منتسبي وحدات الجيش الوطني يشعرون اليوم بالمهانة والنقص إذا لم يتم تحرير وزير الدفاع الذي قاتل وقاتل بكل مالديه من سجايا وروح وطنية ورغم تعرضه للخذلان من الجميع وتوجه الى صنعاء في وقت كان فيه الانقلابيون قد احكموا قبضتهم بشكل شبه تام على العاصمة وأوعزوا الى القوات والوحدات العسكرية الأخرى بوضع اسلحتهم والاستسلام وعدم القتال، في الوقت الذي كان فيه وزير الدفاع يجول ويصول بين المناطق العسكرية وخاصة المنطقتين الثالثة والرابعة التي كان الانقلابيون قد وصلوا يومها الى اطرافهما.مشيرا الى ان الاسر نتيجة محتملة وطبيعية في الحروب.وعبر الداعري عن استغرابه من السوابق الغير انسانية للانقلابيين في التعامل مع الاسرى واخفائهم عن أسرهم الى درجة عدم معرفتهم هل مازالوا على قيد الحياة أم لا، معتبرا ان ذلك التعامل الغير انساني ينتهك القوانين الدولية ويخالف كل الاعراف والقيم الانسانية.
وأشار القائد الداعري- الذي مايزال يتلقى العلاج جرء اصابته بطلق ناري خلال قيادته للقوات الشرعية بجبهة صرواح مأرب- إلى أن اللواء الصبيحي معروف بكفاءته وشجاعته ووطنيته وتاريخه العسكري النظيف والمشرف وأن عملية أسره لم تتم إلا بعد ان تعرض ورفيقيه اللواء ناصر منصور هادي واللواء فيصل رجب لخذلان من الجميع وتركهم وحيدون في ارض المعركة، واستنفاذهم كل مابحوزتهم من ذخيرة وكانت عملية الأسر نتيجة طبيعية متوقعة كخيارات واردة ومتوقعة خلال الحروب.
معبرا عن امتعاضه من تخاذل المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية،وخاصة مايطالب منها بالافراج عن وزير الدفاع اللواء الصبيحي ورفاقه الأسرى،وبينما شدد العميد الداعري، على ضرورة احترام الارادة الدولية وقرارات مجلس الامن وتطبيق القرار 2216،أكد على أهمية الزيارة الهامة التي قام بها وزير الدفاع الى المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب التي قال أن قوات الجيش الوطني تمكنت بفعل توجيهاته العسكرية السديدة يومها، من حماية مأرب من المليشيات الانقلابية ومنع تواجدها او وصولها الى المدينة وتم طردها ومالحقتها الى آخر قمم ومرتفعات صرواح وتلقينهم هزائم وخسائر كبيرة.معبرا عن امنيته بقرب الحرية للوزير ورفاقه الذين دافعوا على شرفهم العسكري وقاموا بواجباتهم الوطنية المنوطة بهم على أكمل وجه.
الوزير الصبيحي يظهر لأول مرة جوار الرئيس هادي بعدن ولكن!
صبيحة يوم لأربعاء الموافق الـ11 من مارس 2015 ظهر وزير الدفاع محمود الصبيحي الى جوار الرئيس هادي لاول مرة في عدن بعد ثلاثة أيام على تمكنه من مغادرة صنعاء عبر مأرب،والتخلص من قبضة الاقامة الجبرية التي فرضتها المليشيات الانقلابية على مقر اقامته وغالبية زملائه الوزراء ومسؤولي حكومة الكفاءآت الوطنية يومها برئاسة المهندس خالد بحاح نائب الرئيس السابق.
ورغم أن ظهور الوزير الصبيحي جوار الرئيس هادي بعدن،يومها، جاء بلباسه الشعبي السائد لدى رجال قبائل منطقته الصبيحة بلحج،وخلافا للبتروكولات والمراسيم العسكرية المعتادة عند لقاء القائد الأعلى للقوات المسلحة بوزير دفاعه في فترة حرب تستعر نيرانها في أكثر من جبهة وتقترب من مقر اقامة الرئيس وبعض رجال دولته بالعاصمة المؤقتة عدن.
ولعل اللواء الصبيحي كان متعمداً - بظهوره المغاير جوار الرئيس هادي، بلباسه الشعبي واصراره على عدم ارتداء بزته العسكرية كما كان مفترضا -ارسال رسالة سياسية مشتركة، للشرعية وخصومها الانقلابيين، بغياب ارادته العسكرية لخوض أي حرب تلوح نيرانها العدوانية في الأفق الجنوبي بقوة،نظراً لضبابية رؤيته لنتائج معركة غير متكافئة القوى وشبه محسومة النتائج وكان عليه في الأخير أن يخوضها بأمر الواجب العسكري وضرورة الدفاع عن الأرض والنفس ومواجهة الغزاة القادمين بقوة نحو الجنوب:
#الوحشي:كمين غادر وغير متوقع وراء أسر وزير الدفاع ورفاقه
ومن منطق القرب الأسري والجغرافي قال المحامي عبدالله محمد الوحشي الصبيحي، أن الضرورة الوطنية وحدها من أجبرت اللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع للاستبسال وتولي مهمة اعادة ترتيب وتموضع القوات الشرعية في قاعدة العند والمناطق القريبة منها وحثها على الاستعداد القتالي لمواجهة تلك القوات الانقلابية الغازية، مؤكدأ ان التاريخ وحده كفيل بفك طلاسم المؤامرة الكبرى التي تعرض لها الوزير الصبيحي، في ثالث أيام لزيارته لترتيب قوات الجيش بعد ترتيبه لاوضاع معسكر لبوزه. مؤكدا ان تحرك الصبيحي الى مكان أسره ورفاقه، كان لهدف تنظيمي وليس لهدف قتالي ،كونه كان يسعى يومها لغرض استكمال مهمة ترتيب مواقع وأماكن انتشار قوات الشرعية في المناطق والمعسكرات الواقعة على مناطق التماس مع العدو الذي فاجأ الجميع وتسلل بقوة كبيرة، الى هذا المكان المتقدم جدا ونصب خطته المباغتة لمهاجمتهم وحصارهم ومن معهم من مختلف الجهات واستمرارهم بالقتال حتى نفذت كل مافي حوزتهم من ذخائر وكان الأسر آخر النهاية المرسومة لذلك الكمين الغادر والغير متوقع من الجميع.
وأكدت مصار عسكرية لـ(أخبار حضرموت) أن الوزير الصبيحي،دخل مرحلة اعداد متأخر لمعركة فرضت عليه بقوة وبالوقت الضائع وتقبل المجازفة فيها بصفته وزيرا للدفاع في أقبح فترة تاريخية مرت بها حياته العسكرية وعاشتها اليمن المحتل حينها من قبل مليشيات مسلحة بطائرات حربية ودبابات وكواتيش ومختلف اسلحة وصواريخ دولة استأثر رئيسها العسكري بخيراتها طيلة أكثر من ثلاثة عقود لتكديسها بغية اشباع رغباته الانتقامية من كل من اعترض عليه يوما او وقف ضد مشروع توريثه السلطة لأولاده وأقاربه، وقبل أن تقوده رغباته الانتقامية الجامحة لتسليم مقدارت تلك الدولة وكل أسلحتها وامكانياتها العسكرية، إلى مليشيات منفلتة تدين بولائها الطائفي لدولة عبثية تسعى للانتقام عبرها وضرب خصومها من خلالها وعن بعد.
#مهمة عسكرية صعبة وشبه مستحيلة!
لم تكن مهمة الوزير الصبيحي ورفاقه الاسرى،بالهينة ولا حتى بالممكنة في مثل ذلك التوقيت، ومن حيث العدة والإعداد المبكر لتلك الحرب العدوانية الطائفية المخطط لها من قبل تلك المليشيات وحلفائها على الشعب اليمني الرافض لها ولاغتصابها الانقلابي للسلطة واستيلائها على مقدرات البلاد بالقوة والخيانة والمؤمرة، ووفقا لسيطرة الرئيس السابق وعائلته ونفوذهم في اوساط القوات المسلحة وتدخلهم في شؤونها دون أي وجه حق دستوري او قانوني. وفق تأكيد القائد العميد الركن محسن الداعري
ولذلك وجد اللواء الصبيحي نفسه- بعد شن طائرات جيش الدولة، قصفا جوياً تخبطيا على الرئيس الشرعي للدولة وتقدم قوات وأسلحة جيش الدولة لاحتلال مدن وعاصمة الدولة المؤقتة- مجبراً على تكرار استبساله في التصدي البطولي المعتاد منه في مواجهة جحافل الغزو الانقلابي ،امتثالا لنداء الواجب الوطني والمسؤولية العسكرية المقدسة التي لاحت أمامه بقوة، في الأفق الجنوبي وعلى ذات الساحات والميادين التي سجل فيها صولات وجولات قتالية مشهودة في محاولة تصديه مع قلة جنوبية قليلة،لأكبر تجمعات مليشياوية غازية للجنوب بصيف عام 1994 وكان لطلقته الأخيرة يومها أيضا، أن رسمت ذات المشهد البطولي المتجدد معه عند قرابة الحادية عشر والربع من صباح يوم ال25 من مارس 2015بلحج حيث كانت جموع مليشيات الانقلابين قد أحكمت قبضة حصارها التآمري عليه ومن حوله من مختلف الجهات، وفقا لتأكيد العميد محمد عبدالله الشامبا..قائد اللواء 115سابقا وأحد ابرز القادة العسكريين من رفقاء الدرب النضالي للوزير الصبيحي
تغلب الشخصية العصامية على مختلف التعاملات العسكرية لوزير الدفاع وتظهر بالمقابل روح الصراحة وسجاياه الصبيحية الأصيلة في تعاملاته الواضحة مع الآخرين.. كيف لا وهو صاحب القول الانساني الشهير على هامش نقاش امني ساخن وشفاف مع قيادة السلطتين المحلية والأمنية بلحج خلال قيادته سابقا محور العند، بأنه لايتشرف بأن يحمل رتبته العسكرية والأطفال والنساء مرعوبين في منازلهم.
ومن منطلق حسه الوطني واستشعاره القيادي المبكر، فقد حرص الوزير الصبيجي بمجرد أن وصل العام قبل الماضي الى قيادة المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب، لاصدار توجيهاته العسكرية المسؤولة الهادفة الى تحصين المدينة- التي تضم أبرز المشاريع الايرادية للدولة - من أي مخاطر محتملة، كان لها وقع النصر المؤزر لمأرب على مليشات الحوثي صالح الانقلابية التي تقهقرت على أطراف المدينة ومنيت بخسائر فادحة في الارواح والعتاد أجبرت على اثره من الاندحار ومغادرة أطراف المدينة التي كانت تحاول التقدم منها نحو مدينة مأرب دون جدوى،حسب تأكيد قائد اللواء الرابع عشر مدرع العميد محسن الداعري-أحد أبرز ألوية قوات الحرس الجمهوري سابقا،الموالية والمقاتلة في صفوف الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الثالثة بمأرب.
نجل الوزير الصبيحي يأسف للخذلان والعجز الدولي حتى عن تطمينهم حول صحة والده
#تخاذل دولي وعجز أممي
ومن جانبه عبر عبدالله محمود أحمد سالم الصبيحي النجل الثالث لوزير الدفاع الأسير، عن أسفه وامتعاضه من التخاذل الدولي والعجز الأممي عن تنفيذ قرارات دولية نافذة،دون أن يقوى على اخفاء حزنه وكبح مشاعر شوقه وأسرته لرؤية والدهم العزيز، بعد مرور قرابة عامين على اخفائه قسرياً في معتقلات المليشيات الانقلابية ولذلك عبر عن امتعاضه وأشقائه من العجز الدولي المخزي في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واحترام القرارات الأممية النافذة، أمام مليشيات انقلابية خارجة عن كل الاجماع الوطني والاقليمي والدولي ومتمردة على كل القيم الدستورية والقانونية والانسانية،حيث قال:لم نكن لنستبعد يوما أن يكون والدنا العزيز شهيداً أو مصابا مالم يكن أسيراً كون ذلك نتائج طبيعية للحرب التي خاضها بدافع وطني واحتراما لشرفه العسكري وواجبه الوطني المقدس ومسؤوليته الملقاة على عاتقة تجاه وطنه وشعبه.
وعبر نجل الوزير الصبيحي في تصريح لـ(أخبار حضرموت) عن أمله واسرته من "القرارات الدولية أن تمكنهم حتى من سماع صوت والدنا، لمعرفة مصيره والاطمئنان على صحته"
وقال:ولذلك نعبر عن أسفنا على هذه الخذلان والعجز في تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216ونأمل من جميع أبناء الشعب اليمني ووسائل الاعلام المختلفة،الى ابلاغ الوالد العزيز ورفاقه الأسرى بأننا وأسرهم بخير ونأمل أن يكونوا كذلك وكل مانتمناه سماع أصواتهم والسماح بزيارتهم والاطمئنان على صحتهم.
#اقرار حوثي وحيد بسلام الصبيحي
تواصل المليشيات الانقلابية وللعام الثاني على التوالي، أصرارها على التمرد على المجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن، ورفضها لكل الجهود الاممية والانسانية الساعية للتوصل الى تسوية سياسية عادلة وفقا لمرجعيات الحل المتوافق عليها دوليا واقليما ووطنيا، والافراج عن الأسرى، نظرا لإصرارها المستميت على مواصلة تعنتها وتماديها في رفض أي جهود دولية وأممية، تبذل للافراج عن وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي ورفيقيه في الأسر ناصر ورجب، بل وتتمسك حتى بإخفاء المعلومات عنهم وعن صحتهم ومصيرهم ومعاملة المجتمع الدولي والمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ كأتفه وسيط قبلي لا أكثر،يحاول بموجب أعراف قبلية سمجة، الوصول بكل طرق التهديد الدولية وامكانياته الدبلوماسية الغير مجدية، لمكان اعتقالهم بغية التعرف على مصيرهم كسجناء مخفيين قسريا دون جدوى،حسب تعبير أحد المقربين من الوزير الصبيحي.في تعليقه الساخر على رفض الحوثيين التجاوب مع كل طلبات المبعوث الاممي لتمكينه من زيارة الصبيح ورفاقه من أبرز المعتقلين السياسيين والعسكريين لدى الحوثيين الذين لم يسبق لهم وأن اعترفوا بمصير المعتقلين الاسرى،باستثناء اقرار وحيد من محمد عبدالسلام،رئيس وفد الحوثيين بمفاوضات السلام في محادثات جنيف السويسرية،بأن الوزير الصبيحي موجود وأن هناك قادة عسكريين آخرين تعرضوا للقصف والغارات الجوية من قبل من يصفها بـ"طائرات العدوان"،وفق تأكيد عبدالولي محمود الصبيحي نجل وزير الدفاع الأسير والذي أكد أيضا أنه واخوانه وكل أقاربه وأبناء الصبيحة والجنوب خاصة وكل اليمنيين الشرفاء بشكل عام، لن يتخلوا عن والدهم ولن يملوا أو يكلوا من الاستمرار في طرق كل الابواب الممكنة للوصول الى حرية والده واطلاق سراحه واعادته الى حريته.
هكذا خاض الصبيحي آخر بطولاته الوطنية قبل أسره ورفيقيه!
على امتداد أقل من كيلو متر مربع من أراضي لحج الخضيرة، خاض اللواء الصبيحي ببسالته القتالية المعتادة، وبكل اقدام أهله الصبيحة، آخر بطولات دفاعه الوطني المقدس عن الأرض الجنوبية ومعه رفيقا دربه النضالي منصور ورجب، قبل أن تحيط بهم جحافل العصابة الانقلابية من كل الجهات بصورة مباغتة ومحيرة لجميع من كانوا حوله او سمعوا بعدها بواقعة أسرهم المثيرة للجدل على بعد عشرات الكيلومترات من المناطق التي كان يتواجد بها العدو المفترض،حتى ما قبل ساعات قليلة من تحركه العسكري من قيادة المنطقة العسكرية الرابعة بالتواهي صبيحة ليلة اجتماع عسكري مطول مع الرئيس هادي وكبار قادته العسكريين والأمنيين بأحد قصور المعاشيق، استعدادا لمعركة صد أي تقدم للمليشيات الانقلابية ودون وجود أي اشارات او تلويحات من الرئيس لاحتمال تدخل السعودية أوقوات تحالف عربي بقيادتها لمناصرة قوات شرعيته المترهلة يومها.
وصل اللواء الصبيحي منطقة أسره قرب الحسيني، مع قرابة الحادية عشر والنصف وترجل من سيارة موكبه الشخصي المعتاد المكون من اكثر من 110 جندي من مرافقيه الشخصيين النظاميين أغلبهم من الصبيحة اضافة الى مسلحين قبليين آخرين يقدر عددهم بأكثر من مائة شخص وفق تقديرات أحد مرافقيه الشخصيين، وعلى بعد خطوات قليلة على تجاوزه للنقطة العسكرية الرئيسية لمحافظة لحج على الخط الرئيسيي عدن- صنعاء، التقى على عجالة باللواء فيصل رجب قبل ان ينضم اليهم اللواء ناصر منصور هادي القادم لتوه من جهة المناصرة لحج،وقبل أن ينتهي اجتماعهم الثلاثي المستعجل،تفاجأوا بوابل من النار نحوهم وفوق رؤسهم،لينتشروا في أماكن مختلفة من المكان الصحراوي،دون معرفتهم بحقيقة من يقف وراء مهاجمتهم واطلاق النار عليهم بشكل مفاجئ من مختلف الاسلحة الرشاشة ومباغتتهم ومرافقيه بجبهة مفاجئة من جهة الطريق الرئيسي القادم من ناحية الحسيني لحج.
وحسب حارس الوزير،عبدالله أحمد سعيد الصبيحي فقد انتشر وزملائه المرافقين للقادة، حول المنطقة الصحراوية وحاول البعض منهم، الاحتماء بكثبان الرمل وجدران بناء جامع مفتوح خاص بالنقطة العسكرية بالمكان،اضافة الى محاولة البعض أيضا التمترس بأحجار "بردين"أساس بناء صادفوا وجوده بالمكان،غير أن كثافة النيران التي كانت تنهال عليهم من جهات مختلفة،جعلت احجار البردين تتفتت عاجزة عن صد النيران عنهم وتتطاير في الهواء وأمام اعينهم وعلى مقربة من أجسادهم النحيلة التي كان أغلب أصحابها متيقنين من الموت وهم يحملون اسلحتهم الشخصية ويقاتلون بكل قواهم وما لديهم من مهارة وذخيرة وبسالة محاولين صد قوات "العدوان" وهي تحاول التقدم نحو أماكن تواجدهم وقادتهم في مرمى نيران "الكمين" المحكم الذي نصب وبدأ يتسع عليهم ويقترب منهم بينما نفذت منهم جميعا، الذخائر واختفت أصوات اطلاق النيران من حولهم.وأنين العديد من المرافقين المصابين كان عبدالله احمد الصبيحي الحارس الشخصي لوزير الدفاع أحدهم.
#حصار مفاجئ ومحكم من كل الجهات!
أحكمت قوات الانقلابيين،قبضة حصارها المحكم بشكل مفاجئ على مكان أسر الوزير الصبيحي ورفاقه،ووفق تأكيد مصادر عسكرية ومقربين منه، فقد تمكن ،أكثر من ألف مسلح انقلابي،من الاحاطة لمكان أسره ورفاقه المفتوح، من مختلف الجهات،بعد وصولهم اليه بصورة صادمة وتأمين وصولهم اليه، بفعل إلتفاف مدروس بعناية وعملية تسلل ماكرة عبر طريق رملي قريب من المكان ومختفي بأشجار المزارع أوصلهم الى ماوراء مكان اسرهم،بعد تشكيل قوة حصار خانقة من جهة الطريق الرئيسي الذي كان مفترضا أن يتيح للقيادة الأسرى ومرافقيهم،فرصة الانسحاب للخلف بالعودة عن طريق خط السير الرئيسي الى عدن الذي أصبح حينها مغلقا بعربتين مدرعتين والعديد من جنود المليشيات الانقلابية على متنهما يقتربون منهم ويقطعون أي أمل ممكن بامكانية العودة وتجاوز ذلك الكمين المحيط بهم من الجهات الأربع.
#كيف أسر الصبيحي ورفيقيه؟!
لحظات قليلة مرت دون أصوات رصاص واشتباكات متبادلة،في محيط مكان أسر الوزير ورفيقيه، وإذا بقوات معززة بمدرعات تابعة للمليشيات،تتقدم من الخلف نحو مكان تواجد الوزير الصبيحي ورفاقه ومرافقيهم،بعد ان أحكم العدو قبضة احاطته الغادرة بهم من الجهات الاربع، وبدأ المكان المحاصر يضيق بهم رويدا رويدا وتقل فرص نجاة كل من تبقوا فيه، من الأسر او التصفية الجسدية كما كان يتمنى اللواء الصبيحي وهو يستفز ويتحدى بذلك أحد جنود المليشيات حينما بدأ يحاول الاقتراب منه ومن شخصيته العسكرية المرعبة لكل من يراه ويعرف حقيقة شجاعته.وفق تأكيد مصدر مقرب جدا منه. وتأكيد العميد عبدالله الشامبا القائد العسكري المقرب جدا منه وسبق وأن خاض عدة معارك سابقة معه بأكثر من منطقة جنوبية.حيث قال الشامبا لـ"أخبار حضرموت" أن عملية أسر وزير الدفاع الصبيحي ورفاقه الناجمة عن خيانة، تمت بعد أن ألقى الصبيحي بسلاحه بصورة نهائية، عند استنفاذه لآخر طلقة منه، وكان عليه أن يتقبل أسره كون ذلك نتيجة طبيعية في مثل هذه المواقف والحروب.
وحسب أحد حراسة الوزير الصبيحي،فقد تمت عملية الاسر المباغتة أيضا للوزير الصبيحي ورفيقيه اللواء ناصر ورجب، بعد ان وصلت مدرعيتن لقوات وصفها ـبالعدوان"، وكان عليهما العديد من الجنود، بعد أن عبرتا طريقا ترابيا بين المزارع الغربية وتقدمت منه حتى وصلت أسفل جسر الحسيني وصعدت منه الى الخط الرئيسي المؤدي الى عدن واتجهت شمالا إلى حيث كان القادة الثلاثة ومرافقيهم تحت حصار المليشيات على جانبي الخط الرئيسي،وبعد ان أدرك الجميع أن مؤامرة كبرى قد أحيكت بليل حالك الظلام والاجرام وأنهم وقعوا لامحالة في شباك خيانة كبرى، وأن ليس أمامهم من خيار متبقى ،غير تقبل مرارة أصعب واقع تآمري عسكري وجدوا أنفسهم أسرى في خضمه، ومجبرين على مواجهته بمفردهم هذه المرة، دون مدد مفترض أوتعزيز عسكري منتظر يعينهم على تجاوز ذلك الموقف الصعب،والخلاص من أقسى حقيقة مؤلمة وجدوا أنفسهم يوما في معترك مصيرها وأهوالها التآمرية خلافا لكل تجارب حياتهم العسكرية الممتدة إلى قرابة ال 40 عاما .
#استنفاذ آخر طلقة!
ووفقا لتأكيد العميد عبدالله الشامبا،أحد أبرز القادة العسكريين المرافقين للوزير الصبيحي،فقد جاءت عملية أسره ومن معه،بعد قتال الصبيحي واستنفاذه لآخر طلقة في سلاحه، ومواجهته بكل مالديه من شجاعه وقدرة لخديعة أسره من قبل الانقلابيين وعملائهم ممن سهلوا وخططوا لهم تنفيذ تلك العملية الالتفافية الغادرة عبر ذلك الطريق المار من مصنع البردين بلحج وحتى ماخلف جسر الحسيني حيث تمت عملية الأسر التآمرية الجبانة.
صدمة الشارع اليمني بخبر أسر وزير الدفاع ورفيقيه
صدم الشارع اليمني من أقصاه إلى أقصاه بنبأ الأسر الصادم لوزير الدفاع محمود الصبيحي ظهر يوم ال25 مارس 2015م ومعه رفيقاه في الأسر حتى اليوم ، اللواء ناصر منصور وفيصل رجب،وكان على أهلهم وأقربائهم وأفرادهم ومحبيهم، تقبل الخبر المؤلم بعدها والتعايش مع هذه الحقيقة المؤلمة رويدا رويدا ،على امل أن تقوم الحكومة الشرعية بكل الجهود والأساليب الكفيلة بالافراج عنهم وفق صفقات تبادل أسرى أو عبر ضغوط على المجتمع الدولي تجبر المليشيات على الايفاء بالالتزاماتهم القانونية في التعامل معهم كأسرى حرب،قبل أن تنطلق عاصفة الحزم العربية بعد الثانية عشر من منتصف ليلة الخميس الموافق 26 من مارس 2015 لتقلب الموازيين العسكرية على الأرض وتغير مجريات المعركة -سياسيا وعسكرياً- وتجبر المجتمع الدولي على الالتفات لبلد عربي ضارب في جذور التاريخ والحضاره يدعى اليمن،تكالبت عليه جماعات البغي المسلح من حلفاء الشر الانقلابي البغيض على الدستور والمرجعيات القانونية والدولية ومخرجات الحوار الوطني. ولذلك كان للدبلوماسية الخليجية التي تقود العاصفة،أول وأهم انتصار في تلك المعركة المصيرية الانقاذية لليمن من شرور عمالة المتربصين بشعبه والشعوب العربية من حوله:
تمرد المليشيات الانقلابية على المجتمع الدولي
ورغم صراحة المطلب الأممي والاجماع الدولي للمليشيات الانقلابية بالافراج عن اللواء الصبيحي وزير الدفاع ورفاقه الأسرى بسراديب بغيهم الانقلابي، إلا أن أي من الجهود الحكومية لم تبذل في هذا الاطار، حتى صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 يوم الـ14 إبريل من عام 2015 ليقضي بالاجماع الدولي على مطالبة المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح،بالافراج عن اللواء الصبيحي ورفاقه الأسرى لدى الحوثيين وحلفائهم،وفق ماجاء في الفقرة الثانية من اهم بنود الق