اليمنيون ظنوا أنهم (جسر العبور) إلى السعودية فقلبت الطاولة عليهم بعد ثماني سنوات ولم تستوعب مايسمى بشر عية أنها ليست كل اهتمامات السعودية التي تجابه مخاطر اكبر منهم واكبر من اليمن وأنها على علم جيد بالصواريخ التي تضربها والمسيرات التي تتجاوز شبكة الرادارات الحديثة وقواعد عسكرية كبيرة على حدودها وان كل ذلك اكبر وأخطر من مقام الحوثيين والشرعية.
لقد استطاعت السعودية فك كل رموز الشفرة واستوعبت الدروسكلها وليس درس الحوثيين والشرعية فحسب ولذلك فتحت نوافذ الاتصال من اوكرانيا إلى موسكو وبكين وادركت حجم وعمق الصراع المحتدم في اليمن وفي الجنوب العربي ومخاطر أعاقة الحلول أو تأجيلها وهي حلول يتوقف عليها سلام للعالم لأكثر من قرن قادم.
لذا تمكنت الديبلوماسية السعودية من ربط علاقات مع الصين الشعبية ومع روسيا كاشارات تحذيرية لاصدقائها التقليديين في الغرب ومنها توقيع اتفاق سلام مع إيران وآخر مع الحوثيين وستترك (منطقة الصراع بممراتها الملاحية) يتدبر أمرها هؤلاء الأصدقاء التقليديين وتكتفي هي بحماية حدودها.
وفي تقديري أن السعودية نجحت نجاحا كبيرا في الجام الخطر اليمني واشغاله بنفسه وتركته يتعارك مع موقع الجنوب العربي الحيوي لمصالح مختلف دول العالم لتقول لهذا العالم انت ومصالحك وادواتك اوجدوا الحل كما ترغبون.
ويستطيع المراقب أن يرى شعره صغيره ممتدة من (باخموت) إلى القدس والى (المياه الدافئة) في سواحل جنوب الجزيرة العربية التي بكل تأكيد أغلاق ملف التحالف والاعتراف بالحوثيين وإحالة الشرعية إلى المعاش (الجزاء من نفس العمل) سيعجل بالتعامل الدولي مع ملف الجنوب العربي وعلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي أن تثق بنفسها وشعبها وعدالة قضية الجنوب العربي وليس شعب الجنوب (واستيعاب المفردات السياسية) التي تجعل منها متوافقة مع الحقيقة الجغرافية والتاريخية والقانونية للمنطقة وميثاق الأمم المتحدة والعهود الدولية وليس متمسكة بايدولوجيا أخطاء الماضي.
خواتم مباركة ومبارك اتفاقيات السلام والاعتراف بالحوثيين المسيطرين على أرضهم.
فماذا يريد الأشقاء اليمنيون؟ والى اين سيمضون ؟.
الباحث/علي محمد السليماني
11ابربل2023