درع الوطن أم زرع الفتن؟!

2023-02-24 16:28



يا جماعة الخير، صبر الجنوبيين تجاوز حده شعبًا وقيادة حتى كاد الشعب أن يشك في قيادته السياسية، مع أني أراها صابرة مثله، وذات حلم واناة، ولكن للصبر حدود والحلم إذا جاوز حده تحول إلى جبن وحاشا الجنوب وقيادته أن يكونوا كذلك .



ماذا بقي من الصبر ومن الحلم ومن التكتيك السياسي والمداراة السياسية، لقد أصابنا الضر جميعا وبتنا في خطر محدق.



حرب خدمات طويلة الأمد غير أخلاقية، قطع رواتب عن عمد، وتركيع على مدى السنوات الأخيرة، وانهيار قيمة العملة، ودخول شعب الجنوب في مجاعة مريعة لا سابق لها .



ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد من الحصار الاقتصادي المفروض على شعبنا وعلى قيادته، هذه حرب سياسية من خلال الاقتصاد والتجويع ومن خلال قطع الخدمات وانهيار العملة، والعبث بموارد شعب الجنوب، يريدون زرع الفتنة بين الشعب وقيادته السياسية، ويريدون أن يتخلى هذا الشعب عن قضيته الوطنية التي قدم من أجلها قوافل الشهداء، وهدفه في استعادة دولته المستقلة التي لن يساوم في تحقيقها تحت أي ظرف أو تركيع أو تجويع .



وخلال كل ذلك هناك حملات إعلامية مسعورة ضد الجنوب وقضيته وقيادته السياسية وقواته المسلحة، وهناك حرب دبلوماسية أيضا على الجنوبيين، وكذا تأخير قياداتهم خارج البلاد عمدًا، ولا تزال هذه القيادة صابرة ولم تعلن المواجهة مع أن بيدها أوراق كثيرة والشعب إلى جانبها وخلفها .



وبعد كل هذا العبث والتربص والحصار يأتون بعاشرة الاثافي إذا جاز التعبير ألا وهي قوات ما سمى ب (درع الوطن)، وهي أصلاً بهدف زرع الفتن والنيل من شعبنا وقضيته وضرب قواته المسلحة التي وقفت معهم ورفعت رؤوسهم خلال سنوات الحرب الطاحنة.



وهاهم يحاولون تسويغ وتسويق هذه القوة من المرتزقة سواء كانوا من أبناء الجنوب المغرر بهم أو من غيرهم من أبناء الشمال ومن الصومال، وسائر البلاد الأفريقية المنكوبة، وفيها من فيها من القاعدة وداعش والاخوان وغيرهم، فلا يأتينا من نجد إلا جنود الشيطان والعياذ بالله.



أن عبارة وعد الرجال للرجال هي بيننا نحن وقيادتنا ونحن على ثقة بها ولكنها ليست بين القيادة والدول من الحلفاء والشركاء فهؤلاء ليس في قاموسهم رجولة ورجال ونخوة وصدق ووفاء فانما هي مصالح، وحتى الذين نراهن عليهم من الأشقاء فقد يخذلوننا برضاهم أو بعدم رضاهم، فالجميع يسبحون في فلك المصالح ولابد أن يفرض الجنوبيون واقعا مختلفا على الأرض عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثوريا ودبلوماسيا وغيره .



أن هذه القوة علامة شؤم _ وإن حاولوا تجميلها زورا وخداعا، لقد بنيت لضرب درع الوطن الجنوبي، وهي علامة فارقة في هذه الحرب قبيل انتهائها ولها ما بعدها، ولكن هيهات نجاحها أمام صحوة شعبنا وقيادي وقواته العسكرية .



لقد نفد الصبر واستشرى الفقر، وتحول التكتيك إلى تفكيك، وهذا أوان الشد فاشتدي جنوب .



فهل بلغت اللهم فأشهد.