مخاطر المرحلة القادمة على الجنوب

2023-02-01 00:27
مخاطر المرحلة القادمة على الجنوب
شبوه برس - خـاص - عــدن



لكل حرب نتائج كارثية على المجتمعات تؤثر على سلوكيات الفرد وتصرفاته، ويبقى أثرها في عقله يستذكرها كلما شاهد مخلفاتها. كما أن للحرب فلسفة يتداخل فيها فن الحرب واخلاقياتها ومقاصدها واسبابها.

والحرب في اليمن لها فلسفة خاصة لأنها لم تكن لها أسباب مقنعة ولا اخلاقيات وقد نعتها البعض ب(الحرب العبثية).

ثماني سنوات حرب بدون عنوان وكأنها حرب من أجل الحرب فقط! لم ينتصر طرف ولن يتحقق هدف (معلن) ولم تستعاد شرعية ولم تسيطر ملكية (أمامية)! إذاً لماذا الحرب؟ وماهو هدفها؟

اذا أردنا معرفة الهدف علينا أن نتحسس الخيوط التي تحرك تلك الحرب، فإن وجدناها سنعرف حينها ماهو هدف هذه الحرب..!

والمحرك للحرب لايهمه عودة (شرعية) أو حكم الحوثي أو يبقى اليمن واحدا أو يتقسم إلى أجزاء بقدر مايهمه تنفيذ سياساته واجندته التي رسمها للمنطقة للحفاظ على مصالحه وبناء أنظمة عميلة تأتمر بأمره وتنتهي بنهيه.

بمعنى اننا في المنطقة مسيّرين من الخارج وحربنا ليست بمزاجنا إنما تحولنا إلى أدوات يستخدمها الخارج.

المرحلة القادمة بالنسبة للجنوب أخطر مما سبق لأنها ستحدد معالم المستقبل الذي يرسمه الخارج ويقرره القائم والمحرك للحرب.

ولابد هنا من وقفة أمام خطر المرحلة خاصة وأن الخارج يبحث عن تسوية سياسية بعد أن اكمل تنفيذ اجندته أو كاد.

في الجنوب حراك شعبي واسع يرفض العودة إلى الحضيرة الشمالية ويرفض التبعية لصنعاء ويطالب باستعادة استقلاله ودولته، وفي الجنوب حراك سياسي تشكل خلال الفترة الماضية يقود تلك التوجهات ويقاتل من أجل استعادة الجنوب.

لكن أين موقع الجنوب وقضيته من التسوية السياسية التي تعتمل في الخارج؟ وهل قضية استقلال الجنوب مطروحة على طاولة التفاوض؟

هذا السؤال بحاجة إلى إجابة ممن يسمون أنفسهم قيادات جنوبية.

هل هذه القيادات استطاعت ان تفرض قضية الجنوب على أجندة التفاوض ام انها اكتفت بما حصلت عليه من مال وامتيازات شخصية؟

لنكن صريحين مع أنفسنا ومع تلك القيادات لأن هذه قضيتنا جميعا والتنازل عنها يشكل ضرر جماعي لنا كشعب.

ونعيد ونكرر ان المرحلة القادمة من أخطر المراحل التي نمر بها لأنها سترسم خارطة المنطقة وترسي تسويات سياسية سيكون لها انعكاسات سلبية علينا مالم نكن حاضرين ولنا رأي في مايخصنا كشعب جنوبي.

شعب الجنوب لم يصدر عنه أي تفويض بالإجماع لأي مكون أو حزب، ولكن هناك مكونات كان لها دور فعال في وقت سابق في اسماع صوت الجنوب هو (المجلس الإنتقالي) وهذا لايعني انه لاتوجد له أخطأ وسلبيات.

اما المكونات الأخرى للأسف لم نسمع منها مايستحق الإشادة رغم كثرتها وتعدد أسمائها الا انها جامدة.

وكما قلنا خطورة المرحلة المقبلة تكمن في حصول تسوية سياسية يمنية على حساب الجنوب برعاية دول التحالف أو بالأحرى الرباعية الدولية (امريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات).. هذه التسوية اذا لم يكن صوت شعب موجود ومرتفع فيها ستكون لها عواقب وخيمة على الجنوب وعلى المنطقة، لأن إهمال قضية الجنوب وتجاوزها سيكون خطيئة الدهر التي قد تتضرر منها دول المنطقة.



قلنا ماسمتعم ونستغفر الله



عبدالله سعيد القروة

٣١ يناير ٢٠٢٣