تشكيل عسكري جديد لمحاصرة المجلس الانتقالي الجنوبي أم لاستهداف الحوثيين
قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي إنشاء قوات عسكرية جديدة تحت مسمى "درع الوطن" يثير جدلا واسعا.
قرار مثير للجدل
عدن – أثار إصدار رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي مساء الأحد قرارا بإنشاء قوات عسكرية جديدة تحت مسمى "درع الوطن" جدلا واسعا، حيث اعتبر البعض أن الخطوة تهدف إلى محاصرة واحتواء القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي، فيما أكدت صفحة منسوبة لهذا التشكيل أنها تستهدف الحوثيين.
وبموجب القرار الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، تكون "قوات درع الوطن" احتياطي القائد الأعلى للقوات المسلحة (أي العليمي)".
وينص أيضا على أن "يحدد القائد الأعلى للقوات المسلحة عدد هذه القوات ومهامها ومسرح عملياتها في أمر عملياتي يصدر عنه".
كما يفرض القرار على هذه القوات "أن تلتزم بقانون الخدمة في القوات المسلحة، والقوانين ذات الصلة، وبتوجهات القائد الأعلى للقوات المسلحة".
وذكرت الوكالة أن العليمي أصدر قرارا بتعيين "العميد بشير سيف قائد غُبَير الصبيحي قائدا لقوات درع الوطن".
وهذه القوة العسكرية ليست جديدة بل وجدت قبل القرار الجمهوري الرسمي، حيث أنشئت في منتصف العام 2022، وتم الإعلان عن اسمها بصورة غير رسمية، في التاسع عشر من سبتمبر الماضي، باسم "قوات درع الوطن".
واستند رئيس المجلس الرئاسي اليمني في قرار تشكيل القوة إلى إعلان نقل السلطة في السابع من أبريل الماضي، الذي جعل من اختصاصات رئيس مجلس القيادة الرئاسي قيادة القوات المسلحة.
وتشبه في تشكيلها تشكيل قوة الحماية الرئاسية التي أعلن عنها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في 2012، والتي كانت تتبع "رئاسة الجمهورية" بنص القرار أغسطس 2012.
ويطرح الإعلان رسميا عن التشكيل العسكري بعد زيارة طويلة للسعودية استمرت نحو شهرين أكثر من علامة استفهام من حيث الغرض من ذلك طالما أن هناك جيشا اسمه الجيش الوطني، وأيضا من حيث التوقيت في ظل علاقة المجلس الانتقالي الجنوبي بالسعودية التي يشوبها الفتور إن لم يكن التوتر.
كما أن إصرار العليمي بقراره الجمهوري على أن تكون هذه القوات تتبعه مباشرة ولا تتبع المجلس الرئاسي كله أو حتى تتبع وزارة الدفاع بحسب الدستور، دفع البعض إلى الاعتقاد بأن الغرض من هكذا تشكيلات قتالية هو محاصرة القوات الجنوبية واحتواؤها، بعد أن استعصى على القوى المحلية والإقليمية الإجهاز عليها باسم الهيكلية، فإغراق الساحة الجنوبية بهذه التشكيلات يستهدف القوات الجنوبية ومن خلفها القضية السياسية الجنوبية برمتها وبالضرورة أيضا المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأكدت مصادر يمنية أن السعوديين يسعون إلى كسب وتعزيز النفوذ جنوب البلاد، في ظل تعاظم التنافس مع الإماراتيين الذين نجحوا في تعزيز حضورهم في المناطق الساحلية اليمنية، عند خطوط الملاحة البحرية في خليج عدن ومضيق باب المندب، باتجاه القرن الأفريقي.
- شبوة برس ـ العرب