الثورة هي التغيير نحو الأفضل ، وما نحن فيه اليوم من فساد مستشري بكامل جسد الدولة تقريبآ ، سببه أولئك الأثوار الذين تقمصوا ويتقمصون زورا وبهتانا جلباب الثائرين الشرفاء ، ووصل فساد ثوار سلطة الشرعية بكافة أطيافها إلى مستويات كارثية مقارنة فيمن ثاروا عليه .
لو أخذنا تقريبا سعر الطن المازوت عالي الكبريت كما هو حال معظم الشحنات المستوردة إلينا بقيمة مرتفعة بالمتوسط 450 دولار للطن المازوت ، 450 $ × 30000 طن مازوت = 13500000 دولار ، نحمل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن والحكومة اليمنية ووزارة الكهرباء كامل المسؤولية في إستيراد شحنة مازوت رديئة جدا جدا كوقود لمحطات توليد الكهرباء في عدن وباقي المحافظات المحررة ، كون السبب الرئيس لتدمير محطات توليد الكهرباء في عدن هو الوقود الرديء ، كتبت مقال قديم قبل عدة سنوات بعنوان : الوقود الرديء .. سيدمر المحطة القطرية 60 ميجاوات ، وهذا ما حدث لاحقا رغم تحذيري المبكر .
نص العقد المبرم بين وزارة الكهرباء اليمنية والبرنامج السعودي على أن تكون شركة أرامكو هي المزود الرئيس لوقود محطات توليد الكهرباء من ديزل ومازوت وبالسعر المحلي في المملكة ، وكما هو معلوم أن قيمة تلك الشحنات المدعومة (كما تسمى بالمنحة) تدفع مقدما عدا ونقدا لارامكو .
إلا أن ال 30 ألف طن المازوت التي وصلت ميناء زيت البريقة في عدن كوقود لمحطات توليد الكهرباء قبل عدة أيام أستوردت من جمهورية مصر العربية وليست من خزانات أرامكوا بحسب العقد المبرم ، وبعد أخذ عينة من الشحنة للفحص الروتيني من قبل مختبر مصفاة عدن تبين أن الشحنة غير مطابقة للمواصفات نهائيا ومرفوضة ، وفي هكذا حالات على مستوى العالم يتم منع تفريغ الشحنة وإخراج السفينة من الميناء ، إلا أن ما حدث للشحنة المضروبة من المازوت في عدن فاق الخيال ، بسبب تدخل مباشر من جهات حكومية عليا بالتوجيه بتفريغ الشحنة ومغادرة السفينة فورا ، نعم هذا ما حدث بالضبط قبل عدة أيام .
وللأسبوع الثالث على التوالي محطة الحسوة الكهروحرارية خارج الخدمة بسبب نفاذ وقود المازوت ، دائمآ يكررون نفس هذا السيناريوا لتمرير شحنات الوقود الرديء المغشوش .