يدفعنا القلق دوماً لأن ننبه لأمور كثيرة وحسب قراءتنا المتواضعة لتجليات المشهد وبكل جوانبه ومن منطلق وطني حريص بعيداً عن اية دوافع أخرى؛ ونكرر ذلك اليوم مجددا ومن باب التذكير وشحذ الهمم عند كل الأوفياء والمخلصين لقضية شعبهم ووطنهم؛ وندعو هنا وبإخلاص لرفع درجة اليقظة التاريخية الشاملة إلى مستوى المخاطر والتحديات الماثلة؛ فأعداء الجنوب وخصومه كثر؛ وأصبحت لديهم أدوات ووسائل متعددة لإختراق أسوار وقلاع القضية الوطنية الجنوبية وبصور متعددة.
فأصبح لديهم مع الأسف أيادي يفتحون بها الأبواب المغلقة؛ ولهم أيضا أعين تبصر في الظلام؛ وآذان تسمع الهمس؛ وألسنة تنطق بالمكر؛ وأقلام مخادعة ومنافقة؛ وبندقية تقتل حسب الطلب وعند الضرورة والوقت المناسبين.
إن من لا يأخذون الأمور بجدية كاملة وحزم شديد فإنما هم بذلك يفتقدون للحصانة اللازمة ويضعفون صفوف المقاومة المتعددة الأشكال في جبهات المواجهة الشاملة ومن حيث لا يدرون؛ وسيدفع الجنوب وأهله الثمن غالياً وهو مالا ينبغي السماح بحدوثه وتحت أي ظرف كان؛ ومازال هناك متسعا من الوقت لتدراك الأمور وسد الثغرات وإغلاق نوافذ وممرات العبور التي يستخدمها أعداء الجنوب للوصول إلى مبتغاهم.
فشعبنا عظيم وقدراته هائلة على الصمود والمواجهة والتصدي لكل أشكال المؤامرات المحيطة بقضيته؛ الأمر الذي يتطلب المزيد من الحشد لقدراته وطاقاته الوطنية الهائلة ؛ وضرورة مصارحته وجعله دوماً بصورة ما يحيط به من مخاطر لإستنهاض العزائم والهمم العالية داخل صفوفه؛ ناهيك عن إمتلاك الجنوب لقوات مسلحة وطنية رجالها مخلصون أوفياء ويتمتعون بروح فدائية تتعاظم معها وتتصلب عقيدتهم العسكرية بشقيها القتالي والوطني؛ ومعها وإلى جانبها قوات أمنية لا تقل إخلاصًا ووفاء ولا تحتاج لغير المزيد من التنظيم والتأهيل وتوحيد صفوفها وجعلها رديفا فاعلا في ميدان مهماتها الأمنية الإستثنائية في هذه الظروف وهي جديرة بكل ذلك إذا ما توفرت لها المزيد من الإمكانيات اللازمة لعملها.
*- صالح شايف حسين