شدني نوع من التعاطف الكبير مع الأخ ملاطف الحميدي عندما قدم اعتذاره بناءً على اللقب الذي يدعونه به مبيناً أنه ينتمي إلى لقب آخر ، وذلك بسبب انزعاج أحد أبناء القبيلة منه وتحدث أنه لا ينتمي لقبيلتهم ، وهو الأمر الذي استنكره الجميع بما فيهم أبناء القبيلة نفسها والذين قدموا اعتذارهم لملاطف بسبب ما بدر من أحد أبناء قبيلتهم ، فذلك التصرف مرفوض بسبب الأشعار بالدونية ، وأي اشعار بالدونية لغيرك بناءً على اللون والمهنة وغيرها يعتبر احتقار ولا يحتقر الناس إلا من كان حقير ، فالألقاب وجدت للتعارف بين الناس وليس لاحتقار بعضهم بعضاً ، وأما المهن فقد كان الناس يجلون من يخدمهم ويحترمونه كالجزار والحلاق وغيرهم ولا يشعروه بالدونية وكانوا يطلقون عليه خادم القوم سيدهم ، والأخلاق هي من تميز الناس وتمنحهم التقدير الحقيقي بين الناس وكن ابن من شئت واكتسب أدباً.
كان الناس في اليمن سواسية كطبقة واحدة لأن الجميع يعتبرون أنفسهم عرب وكلهم يلتقون عند جد عربي ، ولكن الاحتلال الفارسي عبر هادي الرسي والاحتلال العثماني وعملوا على تفريق المجتمع اليمني بشكل يجردونه من عروبته ويستخدمون بعضه ضد بعض ويولدون عملية الاحتقار الداخلي والتقسيم الطبقي بين قبائل وسادة وقضاة وفقهاء وغيرهم.
استقر الهادي الرسي في صعدة وهناك عمل على استخدام قبائل صنعاء وصعدة وذمار وعمران للتوجه نحو السيطرة على المحافظات الأخرى والتي اطلقوا عليهم اللغالغة بناءً على لهجتهم المختلفة كإب والضالع وتعز والحديدة وعدن وبقية محافظات الجنوب.
فالجميع في هذه المناطق من قبائل وهاشميون وغيرهم يعتبرون لغالغة في نظر أبناء الهضبة ويحتقرونهم بل ويتحدون جميعاً ضدهم بناءً على رابط مناطقي وأيضاً بسبب اللهجة.
وهكذا ظل اللغالغة الذين ينطقون القاف “قاف أو غاف ” محتقرين ومضطهدين من قبل الذين ينطقون القاف “جاف”.
ولا زالت السخرية والاحتقار حتى يومنا هذا والدليل أن بعض الإعلاميين لا زال يظهر ساخراً في التلفاز من بعض قيادات بسبب لهجتها ليستخدم لفظ الغائد والقنوب وغيرها من الألفاظ.
على العموم نحن اللغالغة الذي يطلق علينا أولئك هذا اللفظ ، نعتبر أقرب إلى العروبة نسباً ولغةً من أولئك الذين لا يكاد أن يتخلى خطابهم من نطق القاف بالجاف كعبدالملك الحوثي أوغيره.
القبيلي في مناطق الهضبة يحتقر القبيلي في المناطق الأخرى ويعتبره لغلغي.
والهاشمي في الهضبة أيضاً يحتقر الهواشم في المناطق الأخرى ويعتبرهم لغالغة.
ونظراً لأننا تعرضنا لظلم واحتقار منذ أكثر من قرن فقد حان لأن نتوحد ونساند بعضنا بعضاً ، وهذا الأمر يفرض علينا جميعاً أن نلتف حول عدن ونتخلص من أي تبعية لغيرها.
أنا لغلغي وأفتخر ولابد لقضيتي أن تنتصر.
*- محمد عبدالله القادري