في زمن كان فيه رفع راية الجنوب يعد تهمة تستوجب المحاكمة والسجن، وقف محمد سالم عكوش، ابن المهرة، شامخا لا يساوم، متحديا جبروت عفاش، مؤمنا أن نضاله سيورث لأبنائه وطنا يليق بتضحياته.
مات قبل أن يرى "الجنوب يعود" كما حلم ..
مات قبل أن يرى رفاقه في النضال ومن جلبهم رفاقه الى مواقع المسؤولية ينقلبون على ابنته الدكتورة ليالي، لا لأنها أساءت، بل لأنها تألقت.
لأنها ابنة الجنوب التي شقت طريقها في الصخر، وأسست، وعلمت، ورفعت اسم مدينتها ووطنها فوق كل منبر علمي.
باعت من ذهبها لتقيم ملتقى علمي في طب الأسنان يشرف عدن ..
تحملت التهديد والتخويف والتحقيقات الكيدية ..
كل ذلك فقط لأنها أرادت أن تصنع شيئا يشبه طموحها ويشبه الجنوب الذي رسمه والدها ذات يوم.
لكن تآمروا عليها، شوهوها، أغلقوا مركزها، وسحبوا ترخيصها بقرارات ظالمة لا تستند إلا للحقد.
الحمد لله أن محمد سالم عكوش مات قبل أن يرى من جلبهم رفاقه الى مواقع المسؤولية ينتقمون من ابنته.
الحمد لله أنه لم يعش لحظة الانكسار التي تعيشها ابنته الان ..
لم يسمع صوت بنته وهي تقول: "استسلمت، لا أريد شيئًا، فقط دعوني أعيش بسلام".
لكننا سمعنا ووجعنا ..
ولن نصمت.
قبل العيد، كلمتني الدكتورة ليالي عكوش، بصوت يختلط فيه الإصرار بالخذلان، وقالت إنها ستتجه إلى المحكمة الإدارية للطعن في القرار الجائر باغلاق عيادتها.
قالت: "ما أخرني فقط هو الإجازة القضائية".
واليوم .. نتفاجأ بقرار نادي القضاة الجنوبي بالإضراب الشامل وإغلاق المحاكم في عدن.
كأن الأقدار كلها قررت أن تغلق أبوابها في وجهها.
كأن العدالة تأخرت عمدا ..
وكأنها كلما اقتربت من حقها، جاء من يسد الطريق أمامها.
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
والمجد لكل من اختار أن يبني بينما الآخرون يهدمون.
#عبدالرحمن_أنيس
وقد انتشر هاشتاغ #انصفوا_الدكتورة_ليالي_عكوش على تويتر لدعم قضيتها.